قرأت مقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، "النظام العربي بين الإصلاح والثورة"، وقد أعجبني تتبعه للمقدمات التي مهدت الطريق أمام الثورات العربية الحالية، وقوله إن تلك المقدمات تمثلت في تاريخ طويل من تلكؤ الأنظمة العربية في تحقيق الإصلاحات الضرورية والتي كان لابد منها لمعالجة اختلالات أصبحت مزمنة وطال انتظار الشعوب لمبادرات تعالجها وتحدث التوازن المطلوب في بلدانها. وفي هذا الخصوص ذكّرنا الكاتب بـ"وثيقة التطوير والتحديث والإصلاح" التي تبنتها قمة تونس عام 2004، تحت وطأة اندفاع إدارة "المحافظين الجدد" في واشنطن يومها نحو دمقرطة المنطقة العربية والتلويح بغزو شامل لإعادة بناء "الشرق الأوسط الجديد"، وذلك بعيد غزوها العراق. لكن ما أن وجدت أميركا نفسها عالقة في المستنقع العراقي وبدأت تتخلى عن شعار نشر الديمقراطية، حتى صمت النظام العربي الرسمي عن وثيقة الإصلاح والتطوير، بل طوي ملفها نهائياً، إلى أن اندلعت ثورتا مصر وتونس فبدأت بعض الدول تتحرك فرادى نحو إعادة التفكير في مسألة الإصلاح السياسي. عبدالله مهيب -اليمن