منذ زمن بعيد لم نسمع أحداً يتكلم عن الأوضاع العربية إلا ويقول إن المنطقة تمر الآن بظروف مفصلية، ونقطة حرجة، ولحظة فارقة خارقة، فيما أصبح بمثابة لازمة عربية تترد في كثير من خطابات وكتابات الساسة والمحللين العرب، وقد استدعيت في ذهني هذه المسألة بعد قراءة مقال: "العمل العربي في مفترق طرق" للدكتور أحمد يوسف أحمد، الذي استعرض فيه بعض تعقيدات المشهد العربي الراهن المزحوم بالأزمات والثورات والصراعات الداخلية، والخارجية. ومع أن الكاتب قدم من الأدلة الواقعية والموضوعية ما يكفي للدلالة على حساسية اللحظة العربية الراهنة، وخاصة منها ما يؤشر إلى تعذر إنجاز أي جهد عربي منسق أو عمل عربي مشترك، إلا أنني أعتقد أيضاً أنه لا يوجد مستحيل في عالم السياسة إذا ما توافرت الإرادة، فهنالك دائماً جدوى من العمل السياسي، ولو كانت هنالك إرادة عربية للعمل المشترك، لما وقفت في طريق تقدم وتطوير نظامنا الإقليمي أية عقبات أو عراقيل. ولكنه انقسام الصف العربي الذي أعيى من يداويه. نعمان جميل - دبي