قرأت مقال د. عبدالله خليفة الشايجي: "تحديات الثورات العربية" وأتفق معه على أن واقع التحولات الراهنة في العديد من الدول العربية يحمل حزمة تحديات لابد من الاستجابة لها من خلال اجتراح حلول فعالة لتسوية المشكلات الاقتصادية والسياسية التي أدت إلى سقوط نظم تلك الدول، ولكن شرط أي إصلاح وأي تغيير إيجابي هو عدم الانخراط في أجواء الفوضى العارمة. ومن واقع أجواء ما بعد الثورتين التونسية والمصرية لاشك أن خطر الفوضى ما زال قائماً، حيث نسمع ونرى كل يوم موجات من التظاهرات تجتاح الشوارع، كما نهضت فجأة موجة من الاحتقانات الفئوية والطائفية، لابد من وضع النقاط على الحروف إزاءها. والأكثر خطراً من هذا كله أن أية ثورة بعدما تدخل في مرحلة الغليان الثوري، إن جاز التعبير، ترتفع فيها مؤشرات الصراع الداخلي، على نحو قد يؤثر سلباً على إيجابية التغيير السلمي، ويؤدي إلى تراكم فائض من الفوضى هو آخر ما تحتاجه المجتمعات العربية. ولذا فإن الأولوية التي ينبغي أن يركز عليها الآن الساسة وقادة الرأي في البلدان العربية المعنية هي تأطير الواقع الثوري، وترشيد الاختلاف وعقلنته، حتى لا تنفلت الأوضاع، وترتمي البلاد في أتون حالة عارمة من الفوضى غير الخلاقة. محمود عبدالمجيد - الرياض