حضر هذا الطفل ممتطيّاً جملاً قرب الأهرامات لإيصال رسالة إلى أفواج السياح الأجانب مؤداها أن عليهم العودة مجدداً لأن الأمور قد عادت إلى مجراها الطبيعي بعد أحداث الثورة التي عرفتها مصر خلال الشهر الماضي، وأدت حالات الانفلات الأمني والعنف الطليق التي صاحبتها إلى هروب مئات الآلاف من السياح، تاركين وراءهم شرائح واسعة من المصريين كانت تستفيد من صناعة السياحة والأنشطة الاقتصادية الأخرى المرتبطة بها. ومع أن الجمال والخيول الآتية من "نزلة السمان" لعبت دوراً صاخباً في دراما الثورة المصرية، يوم هجمتها الشهيرة على ميدان التحرير، إلا أن ملاكها كانوا، مع ذلك، في مقدمة الخاسرين من تداعيات هذه الثورة. وهنا في الجيزة نراهم يسعون مع السلطات لإصلاح ما أفسدته أيام طوفان الشارع، في مسعى لإقناع السياح بالعودة مجدداً، لأن هضبة الهرم ما زالت تخبئ الكثير من المتعة والمفاجآت، مما يستحق الزيارة مرة أخرى... ومرات. فهل وصلت الرسالة؟