بصراحة شديدة أعتقد أن هنالك تفسيراً ما زال غائباً حتى الآن لكل هذه الثورات العربية المتلاحقة، أقول هذا تعقيباً على مقال: "العرب: الثورة والإنترنت" للكاتب محمد عارف، حيث أرى أن بعض كُتابنا أعطوا الإنترنت و"الفيسبوك" و"التويتر" وغيرها دوراً أكبر بكثير مما تستطيع تحقيقه موضوعيّاً في هذه الثورات، حيث بدا أحياناً وسط غمرات الخطاب "الاحتفالي" الثوري، كما لو أن أي شخص تربع على جهاز كمبيوتر يستطيع أن يتحول إلى ثائر لا يشق له غبار أو مفجر ثورات عالمية وسوى ذلك من تصورات مبالغة وغير واقعية. وعلى العكس من هذه التصورات أرى أن دور الشبكة العنكبوتية في هذه الثورات لا يتجاوز حدود التعبئة المحدودة في صفوف بعض متصفحي الإنترنت، مع أن عدد هؤلاء محدود جدّاً في بعض البلدان العربية، التي تتجاوز فيها نسبة الأمية الأبجدية نصف السكان. ولكن لأن رومانسيات الثورة كانت تبحث عن أي تفسير خرافي قادر على تحويل ما جرى إلى أساطير، فقد راح منظروها يدبجون المديح لمواقع التواصل الاجتماعي. أما أسباب الثورات نفسها فالكل يعرفها منذ فجر التاريخ وهي الفقر والجوع والحرمان وغياب العدالة الاجتماعية. بسام خالد - عمان