رؤية كندية لاستحقاقات الأزمة الليبية... وأفق جديد للشراكة الباكستانية- اليابانية ضغط دولي متزايد على نظام القذافي، وزيارة الرئيس الباكستاني إلى اليابان، واهتمام صيني متزايد بالبيئة... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. الضغط على القذافي صحيفة "تورونتو ستار" الكندية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء أنه عندما يشدد القذافي على أن "كل شعبي يحبني"، فإن ذلك دليل على أنه "وعلى غرار حكام مستبدين آخرين" يعيش في عالم من الأوهام خاص به، مضيفة بنبرة لا تخلو من سخرية: أكيد أنه يحبه، تماماً مثلما يحب مقاتلات ميج 23، والدبابات، وأفراد المرتزقة الذين أطلقهم عليه، فقتلوا نحو 2000 شخص، حسب بعض التقديرات. وفي هذه الأثناء، تقول الصحيفة إن رئيس الوزراء الكندي وزعماء آخرين فعلوا كل ما يستطيعون لدعم الإصلاحيين، فدعوا القذافي صراحة إلى الرحيل، وحذروه من أنه قد يواجه الإدانة في المحكمة الجنائية الدولية. كما قاموا بتجميد ودائعه وأرصدته البنكية، وفرضوا حظراً على سفره وعقوبات أخرى لتقييده. غير أن على الليبيين أن يحرروا أنفسهم بأنفسهم لأنه لا أحد سيشجع غزواً على نحو ما حدث في العراق أو أفغانستان. وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إنه لئن كانت وحشية ما جرى في ليبيا مروعة ومرعبة، فإنها لا ترقى إلى مستوى إبادة جماعية أو تطهير عرقي يستوجب هجوماً عسكريّاً دوليّاً في إطار القانون. وبالتالي، فكل ما تستطيع الولايات المتحدة وكندا وأوروبا القيام به في هذه الحالة هو إرسال سفن وطائرات إلى المنطقة، تحسباً لظهور الحاجة لاحقاً لفرض منطقة حظر للطيران من أجل حماية المدنيين، الأمر الذي يزيد من الضغط على القذافي حتى يرحل وعلى من تبقى من حلفائه القلائل حتى يتخلوا عنه. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة "إن ما يحتاجه زعماء الإصلاح الليبيون اليوم هو اعتراف سياسي، وإمدادات ومساعدات طبية، وفتح الموانئ والمطارات، وشعور بأن العالم معهم. أما فيما يتعلق بهزيمة النظام، فيبدو أنهم يبلون بلاء حسناً بمفردهم". "نظرة جديدة" اعتبرت افتتاحية لصحيفة "لو تان" السويسرية أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عاش لحظة مهمة في تاريخه منذ تأسيسه في مارس 2006 ليخلف مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. فما بين جلسة خاصة يوم الجمعة تندد بنظام القذافي وتوصي بتعليق عضوية ليبيا، ويوم الاثنين، حيث جاءت الدبلوماسية العالمية إلى جنيف من أجل شجب النظام الليبي، تقول الصحيفة، لم يسبق أبداً للهيئة الأممية المكلفة بحقوق الإنسان أن تمتعت بمثل هذا القدر من الثقة، في إشارة إلى إصدار مجلس الأمن الدولي يوم السبت قراراً بالإجماع بفرض عقوبات على النظام الليبي تشمل حظراً على سفر القذافي وأفراد عائلته والمقربين منه، وتجميداً لأرصدتهم. وهذا "حدث جلل" على اعتبار أن المجلس لم يسبق له أن تحدث بصوت موحد وواضح في مثل هذه الظروف، مضيفة أنه في غضون بضعة أيام نجح هذا المجلس في إنجاز ينسينا انزلاقات سابقة وقع فيها. واعتبرت أن هذا النجاح يأتي في وقت يتحدى فيه الشباب التونسي والمصري والليبي على نحو سلمي أنظمة ديكتاتورية للمطالبة بالحقوق الأساسية، مضيفة أن الربيع العربي آخذ في الإزهار داخل مجلس حقوق الإنسان نفسه. "زرداري" في اليابان صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء للتعليق على زيارة زرداري الأخيرة إلى اليابان، حيث تباحث مع رئيس الوزراء "ناوتو كان" الذي شدد على أهمية دور باكستان في الجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار في أفغانستان. وتقول الصحيفة إن عناصر كثيرة من "القاعدة" و"طالبان" يُعتقد أنها توجد على الجانب الباكستاني من الحدود المشتركة مع أفغانستان، مضيفة أن استقرار الوضع الأمني وبناء أساس اقتصادي قوي في باكستان أساسي ليس فقط من أجل التنمية الاقتصادية المستديمة فيها، وإنما أيضاً من أجل استقرار أفغانستان المجاورة. ولما كانت باكستان تمتلك أسلحة نووية، فإن استقرارها وتنميتها السلمية أساسيان لضمان استقرار منطقة جنوب آسيا برمتها. ومن جهة أخرى، أوضح"كان" موقف اليابان من البرامج النووية لكوريا الشمالية، إضافة إلى تطويرها للصواريخ واختطافها الرعايا اليابانيين، معبراً عن "قلق بالغ" بشأن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي تنخرط فيه بيونج يانج. وضمن هذا الإطار، أيد زرداري فكرة شبه جزيرة كورية خالية من السلاح النووي. ولكن الصحيفة تقول إن باكستان ضاعفت ترسانتها النووية خلال السنوات القليلة الماضية، مثلما تشير إلى ذلك تقديرات الاستخبارات الأميركية. كما عبر زرداري عن أمله في أن تقدم اليابان مساعدة نووية مدنية لبلده على غرار حالة الهند؛ ولكنها ترى أن مثل هذه المساعدة تبدو مستبعدة ما لم تلتزم باكستان التزاماً قويّاً بجهود حظر الانتشار النووي الدولية وتجعل سيطرتها على أسلحتها وتكنولوجيتها النووية ذات مصداقية. النمو الاقتصادي الصيني ضمن عددها لأمس الخميس، ركزت صحيفة "ذا آيريش تايمز" الإيرلندية على إعلان رئيس الوزراء الصيني "وين جياباو" عن خفض صغير لأهداف نمو الناتج الداخلي الخام إلى 7 في المئة بالنسبة للمخطط الخماسي الثاني عشر المقبل، واعداً بـ"رفع جودة وفعالية النمو الاقتصادي" واستدامته البيئية. غير أن الهدف الجديد نظري إلى حد كبير، تقول الصحيفة، وإن كانت فيه إشارة مهمة إلى تغير في الأولويات واهتمام متزايد بالبيئة. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن "وين" قوله في حوار على الإنترنت: "علينا ألا نضحي بعد اليوم بالبيئة في سبيل نمو سريع وتدشينات متهورة لأن ذلك سيؤدي إلى نمو غير مستديم يتميز بالإفراط في الصناعة واستهلاك مكثف للموارد". ومن المعلوم أن الناتج الداخلي الخام للصين نما بوتيرة سنوية استثنائية من 2000 إلى 2010 تقدر نسبتها بـ10.4 في المئة، رافعاً البلاد بذلك من المرتبة السادسة عالميّاً إلى الثانية. كما ارتفع نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام من 720 يورو إلى 3109 يورو، مما انتشل ملايين الصينيين من الفقر، وأنعش مدن البلاد، وأنشأ سوقاً عالمية جديدة بالكامل. ولكن كل ذلك كان مقابل ثمن: تفكيك اجتماعي ضخم، وازدياد في التفاوت، وتضخم أسعار المواد الغذائية والسكن؛ إضافة إلى تدهور البيئة -حيث ارتفع الطلب على الكهرباء بنسبة 220 في المئة وباتت الصين اليوم أول مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم. هذا وقد وعد "وين" بتقليص تضخم أسعار الطعام والسكن وبمحاربة الفساد وتضييق الهوة التي تفصل بين الأغنياء والفقراء. وهي تعهدات ليست جديدة، تقول الصحيفة، ولكنها تشي باهتمام صيني متزايد بالبيئة، لاسيما في ضوء ما أعلن عنه وزير البيئة الصيني من أن اجتماع الحزب هذا الأسبوع قد يتبنى تقنيناً بيئيّاً أكثر صرامة وكبحاً جديداً للاستثمارات المفتقرة للفعالية من الناحية الطاقية. إعداد: محمد وقيف