طفلتان أفغانيتان إحداهما تضخ مياه من ماكينة يدوية تسحب الماء من الخزانات الجوفية، أما الأخرى، فتتلقى مياه المضخة في إناء بلاستيكي، تم إعادة تدويره تلقائياً ليكون ضمن الأدوات الأساسية لنقل الماء أو الاحتفاظ به لفترات طويلة. مشهد من إقليم هلمند وتحديداً في "جامسر"، تحفه ضحكات الطفلة التي تعاملت مع ضخها للمياه كأنه لعبة جديدة وقعت بين يديها للمرة الأولى. لكن تفاصيل اللقطة تحكي خصائص المكان الذي يفتقر كثيراً إلى مقومات أساسية للحياه. فالمياه التي ترفعها المضخة لا يعرف أحد مدى صلاحيتها للشرب، لكن ليس بالإمكان "أبدع مما كان"، فلو توافرت شبكة مياه لما تحركت الطفلتان للحصول على الماء بهذه الطريقة. كما أن الجدار الطيني المفعم بالشقوق، ينذر بمخاوف ليس أقلها إمكانية تسرب مياه المضخة إليه كي يتداعى... أما القاعدة الإسمنية التي ترتكز عليها المضخة، فتشي أن البناء في هذا البلد لم يرتفع كثيراً عن سطح الأرض، والأمل باق في عمران يغير ملامح المكان... هذا كله يعني أن إعادة الإعمار لا تزال مطلباً رئيسياً في أفغانستان.