تنفيذاً لتوجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخليّة، بتحديث رؤية شرطة أبوظبي لتقديم خدمات أفضل إلى المجتمع، تشهد الإدارات المختلفة التابعة لشرطة أبوظبي عملية تحديث مستمرّة، لكي تكون قادرة على تقديم الخدمات الشرطية المختلفة إلى أفراد المجتمع بمستوى عالٍ من الجودة، والقيام بدور مجتمعي فعّال. التوجّه الذي تطبقه شرطة أبوظبي، ووزارة الداخلية بوجه عام، نحو تفعيل الدور المجتمعي، ينطلق من النظريات الأمنيّة الحديثة، التي ترى أن العمل الشرطي لم يعد مقتصراً على أداء الأدوار الأمنية فحسب، بل تعدّاه إلى ممارسة مهام أخرى اجتماعية واقتصادية وثقافية تتصل، بشكل أو بآخر، بأمن المجتمع واستقراره. ولعل المتابع لأداء شرطة أبوظبي يلحظ بوضوح كيف أصبحت تقوم بهذا الدور المجتمعي، الذي يمكن تلمّسه في العديد من القطاعات، كالقطاع الصحيّ من خلال اشتراكها في الحملات الخاصة بالتوعية ببعض الظواهر المرضية، والتحذير منها كالإدمان والمخدرات، إضافة إلى المبادرات التي تطرحها من آن لآخر، وتحث من خلالها أفراد المجتمع على اتّباع بعض السلوكيات الإيجابية كالمشاركة في الأعمال التطوعية، أو الانضمام إلى حملات التبرّع بالدم. هذا إضافة إلى وجودها في بعض القطاعات الحيويّة التي تخدم الاقتصاد الوطني، كالقطاع السياحي من خلال شرطة السياحة، التي استحدثتها بهدف تحقيق المزيد من الأمن السياحيّ، والنهوض به في الإمارة، والقطاع المالي والمصرفي، حيث أسهمت في تطوير نظم الأمان البنكيّة، وتصدّت للعديد من محاولات الاحتيال على البنوك خلال العامين الماضيين. هذا التفاعل الواضح بين شرطة أبوظبي والمجتمع يمكن تفسيره انطلاقاً من عوامل رئيسية عدّة، أولها، الشراكة التي تحرص على إقامتها مع العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة، والاستفادة بخبراتها لدى القيام بمهامّها الشرطية، إيماناً منها بقيمة العمل الجماعي المتكامل في تحقيق الأمن والاستقرار، بفضل ما تؤمّنه هذه الشراكة من استفادة من الخبرات المعرفية والتقنية والمعلوماتية المتاحة لبعض هذه المؤسسات، سواء في بناء رؤى واقعيّة، أو في إقرار سياسات واستراتيجيات تستجيب بشكل فاعل لهموم المجتمع ومشكلاته. ثانيها، التواصل الدائم مع الجمهور عن طريق الاتصال المباشر وغير المباشر، بغية معرفة مقترحاته الخاصّة بكيفية تفعيل العمل الشرطي، والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدّم إليه، وهي تلجأ في ذلك إلى آلية استطلاعات الرأي التي تقوم بها من حين لآخر، وتساعدها على معرفة أوجه القصور التي تعانيها، ومن ثم إصلاحها. ثالثها، فلسفة التحديث والتطوير المتصل التي تتبنّاها من أجل الارتقاء بالمنظومة الأمنية على الصعيدين البشري والتقني، وهي الأمر الذي انعكس بشكل واضح في مستوى ما تقدّمه من خدمات ذات جودة عالية إلى أفراد المجتمع كافة، والتي باتت تضاهي المعايير العالميّة، سواء في جودتها أو في سرعة إنجازها. إن تعدّد مظاهر الدور المجتمعي الذي أصبحت تقوم به شرطة أبوظبي يشير بوضوح إلى طبيعة التطوّر الذي لحق بأدائها، وأنها لم تعد تركّز في عملها على مواجهة الجريمة بأشكالها المختلفة فقط، وإنما أصبحت كذلك تقوم بدور مهمّ ورئيسيّ في الحفاظ على النظم الاجتماعية والاقتصادية، التي تخدم عملية التنمية والتطور في إمارة أبوظبي بشكل خاص، وبالتبعية في مختلف ربوع دولة الإمارات بشكل عام. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية