أعتقد أنه من المهم فعلا بالنسبة لنا كقراء أن نعرف كيف صار بن علي ومبارك رئيسين سابقين؟ وهو السؤال الذي حاول الدكتور وحيد عبدالمجيد الإجابة عليه في مقاله الأخير على هذه الصفحات. فنحن نعلم أن كلا من الرجلين ترك منصبه وسط احتجاجات شعبية عارمة للمطالبة برحيله، وكان من الواضح أنها الاحتجاجات التي كسرت حاجز الخوف لدى التونسيين والمصريين، وأنه بالتالي لم يكن ثمة احتمال لإخمادها ولحمْل المتظاهرين على الاستسلام والعودة إلى بيوتهم. لكن أيضاً من الواضح أن هذه الاحتجاجات، والتي لم تزد في حالة مصر عن 17 يوماً وفي حالة تونس عن 14 يوماً، كان يمكن للنظامين تحملها والتعايش معها فترة أطول من ذلك، وهذا ما يعزز فرضية انتقال المؤسسة العسكرية من موقف الموالات الكاملة للنظام إلى موقف الحياد، قبل أن تتحول أخيراً إلى مساندة المطالب الشعبية، لتحمل الرئيسين على الرحيل. لهذا أعتقد أن الكاتب كان دقيقاً حين قال إن مزيجاً من الثورة الشعبية وانقلاب القصر، هو الذي أنهى حكم رئيسين أمضى أولهما 24 عاماً وثانيهما 30 عاماً في السلطة. محمد حسن -المغرب