? كان خطاب سيف الإسلام القذافي ليلة الاثنين الماضي? ?مفاجئاً بالنسبة لي وللكثيرين في العالم، فقد كان في وقت ما يقدم نفسه على أنه? ?الرجل الذي يمكن أن يصلح ما قام به والده في ليبيا، لكن ما كشف عنه كلامه، أنه أكثر عنفاً? ?من والده، فكلامه كان مليئاً بالتهديد والوعيد وكان فيه الكثير من? ?الاستهزاء بأبناء شعبه وخصوصاً أولئك المتظاهرين والمحتجين على حكم ?القذافي، لذا فقد كانت ردود فعل الشعب الليبي رافضة للخطاب، كما كانت? ?الصدمة العالمية كبيرة من مستوى الخطاب وطريقته... لذا يمكن تصنيف هذا الحديث على? ?أنه كان المسمار الأخير في نعش الجماهيرية الليبية العظمى.? ??أما? ?الأمر الذي لم يكن أحد يتوقعه فهو أن يرسل القذافي الطائرات? ?المقاتلة لتصفية أبناء شعبه من الرجال والنساء والأطفال الذين وقفوا معه طوال سنوات وعقود.. وجاء اليوم الذي يدفعون فيه ثمن صبرهم مع قائدهم! إن سلوك? ?النظام الليبي في هذه الأزمة كان غريباًً على المنطقة وعلى أخلاق العرب... فمن كان? ?يتوقع أن يوجه رئيس "جماهيرية" عربية جيشه وأسلحته بل ويأتي بمرتزقة من الخارج ليقتلوا? ?الرجال ويروعوا النساء والأطفال ويحرق البلد، فقط لكي يبقى هو على كرسي الحكم الذي دام? ?عليه 42 عاماً!? ?إرهاصات الشهرين الماضيين منذ 17 ديسمبر عندما? ?اندلعت شرارة الثورة في تونس وإلى اليوم، تدل على أننا ندخل مرحلة تاريخية جديدة في? ?المنطقة العربية. فلا يمكن اعتبار ما يحدث مجرد احتجاجات واعتصامات ومظاهرات شبيهة? ?بتلك التي كانت خلال السنوات الماضية أو حتى تلك التي اندلعت في القرن العشرين، لذا فمن واجبنا إرسال رسالة صادقة إلى من يقدمون الرأي والنصيحة والمشورة? ?للحكام العرب في هذه الأيام علهم يتداركون ما يمكن تداركه. ??ونقول لأولئك المستشارين: أخبروا الحكام بأن ما يحدث في الدول العربية شيء حقيقي.? ?لا تقللوا من شأن هذه الأحداث... وإذا كنتم غير قادرين على تقييم الوضع فلا? ?تورطوا من بقي من القادة العرب بزرع الطمأنينة في قلوبهم لأنهم سيكتشفون بعد أسابيع? ?أو أشهر قليلة أنكم إما كنتم تكذبون أو أنكم كنتم جاهلين.. أروهم الصورة الحقيقية? ?لما يحدث، لا تخفوا الحقائق، لا تجمِّلوا الأخطاء، لا تجعلوهم يخطئون أكثر??.? ??لا? ?تقولوا لهم ولا تطلبوا منهم أن يراهنوا على الوقت فهذه الاستراتيجية قديمة ولا تنفع? ?الآن بل قولوا لهم إن هذا هو الوقت الأفضل لسماع صوت الشعب وللتغيير، قولوا لهم إن? ?أي تأخير أو تأجيل أو دفع للمشكلات إلى الأمام قد لا يكون في صالحهم، فقد يكون الوضع? ?في الغد أصعب والمخاطر أكثر?. ??إننا نمر بمرحلة تحول تاريخي في المنطقة... ?فأشيروا على الحكام بالتغيير، فكل ما كان في عام 2010 وما قبله لا علاقة? ?له بعام 2011 وما بعده. وعلى ذلك يجب أن تتغير طريقة الحكم وطريقة التعاطي مع? ?الشعوب. قولوا لهم إن قدرهم أيضاً أن يكونوا هم الرؤساء في دولهم في هذه المرحلة? ?التاريخية من عمر بلادهم، وقدرهم أن يكون التغيير بأيديهم. قولوا لهم إن عليهم البدء بالعمل، وإن عليهم أن يخططوا للمستقبل وأن يعملوا على تلبية احتياجات الشعوب? ?وتدارك الأخطاء?.? ??قولوا لهم إن عقلية الحكم التي كانت سائدة في القرن العشرين لا? ?تناسب القرن الحادي والعشرين، وأن الشباب العربي اليوم مختلف عن الشباب? ?في العقود الماضية. قولوا لهم إن عدم تحقيق تطلعات الشعوب هذه المرة أو محاولة? ?قمعها سيؤدي إلى ثورات أخرى. ?لا تقولوا لهم إن ما يحدث مجرد حماس شباب وعدوى? ?ثورات وتنتهي الأمور. لا تقولوا لهم إن المتظاهرين والمحتجين مجموعة مخربين ومفسدين... قولوا لهم إن هذه شريحة من شعبهم لا تعجبها الأحوال وتريد? ?التغيير?.? ??قولوا لهم إن السنوات الماضية كانت فيها أخطاء، وإنه كان? ?من الممكن للشعوب أن تتسامح مع تلك الأخطاء لو تم تداركها في الوقت الصحيح. وقولوا لهم أيضا? ً?إن كثيراً من شرائح الشعب لم ترد هذا النوع من الخروج لبن علي ومبارك،? ?اطلبوا منهم أن لا يتأخروا في التغيير والإصلاح،? وإن كنتم تحبون لهم الخير وتدينون لهم بالفضل فقولوا لهم الحقيقة كجزء من رد الجميل لهم. قولوا لهم إن الشعوب لا تريد? ?طعاماً وماء ومالاً فقط -بلا شك أن هذه أمور مهمة- لكنها تحتاج أيضاً أن تشعر بأنها? ?جزء من أوطانها، وأن أفرادها أعضاء فاعلون في مجتمعاتهم، كما تريد الحرية والأمن? ?والأمان. قولوا للحكام -ففيهم رجال صالحون وأغلبهم لا يريدون أن يصيبهم ما أصاب الآخرين- إن مصلحة بلدانهم تتطلب تغييرات حقيقية. وقولوا لهم أن لا يغيّروا ? بالطرق القديمة، وأن يغيروا أدوات التغيير، وأن يغيروكم إن كنتم ترون أنكم سبب منعهم من? ?التغيير?.?