يقترح هذا البائع المتجول على السابلة في شوارع يانجون (رانجون سابقاً) عاصمة ميانمار (بورما سابقاً) شراء أزهار عباد الشمس، إن كان يجول في أذهانهم اقتطاع جزء، ولو يسير، من ميزانياتهم الشخصية، لاقتناء أزهار الزينة. ولكن أولويات المشترين المحتملين مختلفة على الأرجح بسبب ضعف قدرتهم الشرائية، ولكون ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حتى في هذا البلد الذي يعد رابع مُصدِّر عالمي للأرز، بات يثقل كواهلهم، بأعباء تجعل التفكير في شراء أزهار الزينة ترفاً لا تطيقه أذهانهم، ومن باب أحرى جيوبهم. إذن يريد بائعنا المتجول شيئاً، ويريد المارة شيئاً آخر، وتريد النحوس والحظوظ العاثرة التي حملت للعالم كل هذه الكوارث الطبيعية هذا العام شيئاً ثالثاً لم يكن في الحسبان، هو ما يعبر عن نفسه اليوم من خلال انفلات أسعار الغذاء. ولكن يبقى الأمل مع ذلك يراوده، ويشع من عينيه، بأن يجد فجأة من يريحه من متاهات دروب الكساد ومن عبئه الجميل المتدفق كشلال من الألوان من حافتي السلة. وخاصة أن الأمل، في مثل هذه الأحوال الصعبة، يشيع عادة كسماء وارفة تظلل بأفيائها الجميع.