مرحلة سياسية جديدة في مصر... وحزمة مخاوف قديمة في كوريا الشمالية! ضرورة استرجاع مصر لقطعها الأثرية المسروقة، ومحاكمة رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني الوشيكة، وتوجس في كوريا الشمالية من إمكانية انتقال عدوى الحركات المطالبة بالديمقراطية إليها... موضوعات نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية. مصر: مرحلة جديدة صحيفة "جابان تايمز" اليابانية شددت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على ضرورة أن يقف أصدقاء مصر وأنصارها إلى جانبها في هذا الظرف الدقيق ويفعلوا كل ما يستطيعون للدفع بها نحو نظام ديمقراطي دائم ومستقر. فاليوم وبعد سقوط النظام السابق، تقول الصحيفة إنه من غير الواضح الاتجاه الذي تسير فيه البلاد. فقد تولى الجيش مهمة إدارة الأمور لفترة مؤقتة إلى حين تعديل الدستور وإجراء انتخابات جديدة؛ ولكن لا أحد يعلم على وجه الدقة كم من الوقت سيستغرق ذلك، في وقت أعلن فيه الجيش أنه سيظل متوليّاً مسؤولية إدارة البلاد "لفترة مؤقتة من ستة أشهر أو إلى نهاية انتخابات الغرفتين العليا والسفلى من البرلمان، والانتخابات الرئاسية". ولكن الصحيفة ترى في الوقت نفسه أن أفضل "كابح" لحكم عسكري لمصر هو الشعب المصري نفسه الذي ازداد قوة مؤخراً، إذ لا يوجد ما يؤشر إلى أنه سيهدأ ويقبل بأي شيء أقل من الديمقراطية. ولكن حتى ينجح في مسعاه، فإنه سيحتاج إلى حلفاء؛ وهنا تبرز أهمية الدعم الخارجي، كما تقول. آثار مصر المسروقة صحيفة "ذا هيندو" الهندية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس أن تحديات كثيرة تواجه المصريين اليوم، من بينها "استعادة ماضيهم"، في إشارة إلى الآثار والتحف القديمة التي سرقت من المتحف المصري المحاذي لميدان التحرير. إذ عندما كان المتظاهرون في الشوارع يحتجون على النظام السابق، وقبل أن يفرض الجيش طوقاً أمنيّاً، تسلل لصوص إلى المتحف المصري، الذي يفخر بأكبر مجموعة من الآثار الفرعونية القديمة في العالم، وسرقوا قطعاً أثرية لا تقدر بثمن. وبعد إنكار أولي، تقول الصحيفة، اعترفت وزارة الدولة لشؤون الآثار التي شُكلت حديثاً باختفاء 18 قطعة أثرية، من بينها تمثال خشبي مطلي بالذهب لتوت عنخ آمون. وإضافة إلى ذلك، لحقت بنحو 700 قطعة أضرار متفاوتة الخطورة. وحتى إذا كانت مصر تتوفر على خبرات كافية لإصلاح وترميم القطع الأثرية التي لحقتها أضرار، تقول الصحيفة، فإن فقدان القطع الأثرية مقلق للغاية، و"لابد من استرجاعها بسرعة قبل أن تفقد بشكل لا رجعة فيه". وتؤكد الصحيفة أن لدى مصر قوانين رادعة وصارمة تنص على فرض غرامات كبيرة وعقوبات سجنية مشددة تصل إلى سبع سنوات في حق من يسرق أو يهرب الآثار الوطنية. غير أن ذلك لم يثن مهربين مثل جوناثان توكلي-باري، مرمم القطع الأثرية البريطاني الذي تحول إلى لص، من سرقة آثار فرعونية مثل رأس ميريت، التي تقدر قيمتها بـ1.1 مليون دولار، بعد أن نجح في تمريرها عبر الجمارك المصرية على أنها تذكار ونسخة رخيصة. وترى الصحيفة أن فرص استرجاع الآثار المصرية المفقودة تتوقف بالكامل على التعاون الدولي "الذي ينبغي أن يذهب إلى ما هو أبعد من التطبيق الفني للقوانين". وفي هذا الإطار، يتعين على المتاحف وبائعي القطع الأثرية ودور المزادات أن تُظهر تصميماً على الابتعاد عن هذه القطع الأثرية المسروقة، وألا تنخرط في أي نشاط قد يدعم ولو بشكل غير مباشر رواجها وتداولها. ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن استرجاع القطع الأثرية إلى مصر هو أولاً مسؤولية النظام الانتقالي في البلاد؛ وهو ثانيّاً، مسؤولية الحكومات وأجهزة إنفاذ القانون في كل مكان عبر العالم. محاكمات برلسكوني صحيفة "ذي آيريش تايمز" الإيرلندية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء أن المسلسل القانوني الطويل بالنسبة لبرلسكوني الذي يعتبر لأكبر "ناجٍ" في الحياة السياسية الأوروبية قد بدأ يشارف نهايته على ما يبدو. فعقب إصدار المحكمة الدستورية الشهر الماضي حكماً ضد تمتيعه بالحصانة السياسية، أمر قاض من مدينة ميلانو الثلاثاء الماضي بتقديم رئيس الوزراء الملياردير للمحاكمة في السادس من أبريل المقبل بتهمتين، موضحة أن عقوبة التهمة الأولى هي 3 سنوات سجناً، والثانية 12 سنة، وإن كانت القضية قد تدوم لبضع سنوات. كما سيواجه برلسكوني ثلاث قضايا أخرى غير مترابطة تتعلق بالاختلاس والفساد في الأسابيع المقبلة. غير أن مآل محاكمته يعتمد على نجاحه في تخطي عقبة أخرى تتعلق أكثر بالسياسة، حيث سيحاول محاموه إقناع مكتب رئيس البرلمان بضرورة الاستماع للقضية من قبل قسم خاص من القضاء يتعامل مع الاتهامات ضد الوزراء، وذلك لأنها تتعلق بعمل قام به شخص يشغل منصباً وزاريّاً. ولكن ذلك لن يكون سهلاً، إذ على رغم توفر رئيس الوزراء على أغلبية برلمانية، إلا أن مكتب رئيس البرلمان يشغله جانفرانكو فيني، الذي طرده برلسكوني من الحزب العام الماضي ويُعد اليوم أحد ألد خصومه. وضمن تعليقها على هذا الموضوع، قالت الصحيفة إن الصراع المرير الذي يخوضه برلسكوني لإيجاد الأطراف الأكثر تعاطفاً مع قضيته يعكس بدون شك الوضع الصعب الذي يواجهه اليوم. ولكن يبدو أنه قد أدين منذ الآن في محكمة الرأي العام الإيطالي حيث وجد استطلاع للرأي في صحيفة "لا ريبوبليكا" اليسارية أن قرابة 50 في المئة من الإيطاليين يعتقدون أن الاتهامات الموجهة لبرلسكوني صحيحة، وإن كان قرابة 50 في المئة أيضاً يعتقدون أنه لن يعاقب إذا ثبت تورطه. انتفاضة في كوريا الشمالية؟ علقت صحيفة "هيرالد" الكورية الجنوبية على احتفال الزعيم الكوري الشمالي "كيم يونغ إيل" بعيد ميلاده السبعين هذا الأسبوع في وقت حساس يراقب فيه المجتمع الدولي الحركات المطالبة بالديمقراطية وهي تنتشر انتشار النار في الهشيم في كل من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، كما تقول. وفي هذه الأثناء، تجرب "آلية القمع" الكورية الشمالية كل شيء لعزل الـ22 مليون كوري شمالي عما يحدث في العالم الخارجي. ولكن الصحيفة ترى أن تلك الجهود لا يمكن أن تنجح بالكامل، وذلك على اعتبار أن آلاف الكوريين الشماليين يسافرون من الصين وإليها في زيارات عمل خاصة أو عامة، وهناك تصلهم رياح الانتفاضات في تونس ومصر وأجزاء أخرى من العالم. وترى الصحيفة أن كوريا الشمالية باتت تخاف من أن تنتقل إليها "عدوى" الانتفاضات الشعبية التي قامت في بعض مناطق العالم. وفي هذا الإطار، تفيد تقارير بعض المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت والمحطات الإذاعية المتخصصة في الشؤون الكورية الشمالية أن رجال الأمن في بيونج يانج أخذوا هذه الأيام يعمدون إلى تفريق مجموعات الأشخاص الذين يتحدثون في الشوارع. بل وعمدوا إلى إزالة الفواصل في المطاعم العامة منعاً للأحاديث التي قد تدور بين الزبائن. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن على "كيم"، في هذا الوقت الذي يُعد فيه ابنه لخلافته ويصطحبه معه في زياراته التفقدية لوحدات عسكرية ومنشآت صناعية في هذا الجو الشتوي القارس، أن يولي اهتماماً أكبر لـ"تهريب" الأخبار حول مصير الأنظمة الديكتاتورية حول العالم، مضيفة أن مهندسيه قد يستطيعون التعتيم على بعض الأخبار لبعض الوقت، ولكنهم لن يستطيعوا التعتيم إلى الأبد. إعداد: محمد وقيف