لعل أكثر شيء أعترض عليه في مقال د. خالد الحروب: "شباب ميدان التحرير: مرحلة العرب الجدد" هو استخدامه لعبارة "العرب الجدد" لكونها تستدعي في الأذهان سيئي الذكر والصيت "المحافظين الجدد"، وأيضاً لأن الجيل العربي الصاعد الذي قاد الثورتين المصرية والتونسية ليس من المناسب في رأيي تسمية ناشطيه بـ"العرب الجدد". كما أن المطالب والتطلعات التي يحملونها ويحلمون بتحقيقها ليست جديدة أيضاً، بل هي في معظمها مطالب رفعتها الأجيال السابقة، وما فتئ المثقفون وقادة الرأي في المجتمعات العربية ينادون بتحقيقها، وهي، للتذكير فقط، العدالة الاجتماعية والانفتاح والإصلاح والديمقراطية... إلخ. وبالنتيجة فإن تطلعات الجيل العربي الحالي هي استمرار لتطلعات أجيال سابقة، واستكمال لمسيرة جيل بناء الدولة الوطنية، ما بعد رحيل الاستعمار عن معظم البلدان العربية. عزيز خميس - تونس