على هذا الطريق في مدينة إسلام آباد عاصمة باكستان، يقع أحد أسواق الخضراوات في المدينة. الوقت صباحاً، والسوق ما يزال خالياً من الناس عدا بعض الباعة والمزودين. وها قد وصلت شاحنة تابعة لأحد مزودي السوق، محملة بالبصل والفجل والجزر. البضاعة القادمة من المزرعة لتوها عزيزة على قلوب الجميع هنا، أما العامل الذي أخذ مكانه في مؤخرة الشاحنة بين أكداس الخضراوات، بعد أن قام بتحمليها إلى الآخر، فقد كان عليه بحق أن يشد نفسه بالحبل جيداً مخافة التعرض لمكروه، وأن يرتدي ما تيسر مما يقيه شر برد الشتاء المؤذي... فلا تجارة أو رأس مال يمتلكه غير صحته البدنية؛ فبها يكد واعتماداً عليها يكسب قوت عياله يوماً بيوم. وإن لم يمتلك فكرة وافية عن أزمة الغذاء العالمية، فالجميع هنا يتحركون تحت تأثير أزمة الغذاء المحلية، فهي الشبح المؤرق الذي يطوف فوق رؤوس الكل، وما من سياسة أمسكت به إلى الآن في باكستان وخلّصت الناس من ظله المروع!