في المقال المنشور هنا تحت عنوان: "الليبرالية في المشهد المصري" للدكتور أحمد جميل عزم تنبيه إلى مرونة مفهوم الليبرالية ودلالاته المختلفة، وضمن هذا التعقيب الموجز أود التأكيد على أن ما يجري في مصر هذه الأيام، وقبلها تونس، أسقط كثيراً من التصنيفات، بما في ذلك التعريف التقليدي للعديد من الإيديولوجيات مثل الليبرالية والأصولية وسواهما. فما يجري يعد دليلاً، ضمن أدلة أخرى عديدة، على أن الحراك الاجتماعي قد تجاوز الإيديولوجيا، وليس بالضرورة أيضاً أن يكون ضمن تقويمات السياسة وتصنيفاتها، بدليل أن الشبان المحجتجين لم يتحركوا تحت أية ديباجة إيديولوجية، وإنما رفعوا مطالب اجتماعية ومعيشية بسيطة، هي ما يتعالى المنظرون الإيديولوجيون عادة عن التركيز عليه، حين يبقون ينظرون في أبراجهم العاجية، ويضربون أخماساً في أسداس، في حين أن الواقع الاجتماعي القائم على الأرض يسير في اتجاه آخر. إبراهيم عبد الحميد - عمان