شرح مقال: "التحول الديمقراطي بين الإصلاح والثورة" للكاتب السيد يسين طريقتان مختلفتان في إمكانية إحداث التحول السياسي تقوم إحداهما على الإصلاح بمعنى التدرج في تطوير وتحديث الوضع القائم مع الاحتفاظ بأصله ومادته، وتقوم الثانية، أي الثورة، على الانعطاف الجذري في اتجاه معاكس للاتجاه القائم، حتى لو اقتضى الأمر القطيعة معه وعدم الاستناد إليه. وأعتقد أن المجتمعات العربية التي تمر بمرحلة تحول الآن تصلح لها الطريقة الأولى أكثر من الثانية، وذلك لأن الإصلاح التدريجي يضمن وجود نوع من التراكم السياسي، بحيث يبني اللاحق من الجهد على السابق، وتستمر التقاليد وتقوَّم الأخطاء وتصلح أوجه الخلل إن وجدت، في حين تستبقى السياسات والمؤسسات الناجحة، ويتم تطوير تلك التي تعاني من الإخفاق أو عدم الفاعلية. أما طي صفحة الماضي بالكامل، مرة وحدة ودون مقدمات، والانطلاق من فراغ نقطة الصفر، فهذا يؤدي إلى خسارة هائلة لا يمكن المجازفة بتجاهلها. محمد إسماعيل - أبوظبي