إضافة إلى تلك الأسباب المذكورة في مقال: "النهضة العربية: لماذا أخفقت؟" للدكتور طيب تيزيني سأشير إلى دور العامل الخارجي في إجهاض بعض تجارب النهضة العربية خلال العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين. وفي هذا السياق توصل باحثون ذوو صفة علمية وبحثية معتبرة، إلى أن العديد من البلدان العربية كانت على وشك إنجاز مشروعات تحديث ونهضة، ولكن مقدم الاستعمار مع مطالع القرن الماضي وأد تلك المشروعات أو على الأقل جعلها تفقد الزخم وتتلاشى مع مرور الوقت، ويمكن الإشارة هنا إلى مصر وتونس على سبيل المثال لا الحصر، حيث تمكن مشروع محمد علي في مصر من قطع خطوات كبيرة على طريق التحديث، ولكن الغرب هو من تكالب على ذلك المشروع وأفشله. وكذلك في تونس ظهرت منذ العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر جهود مماثلة ولكن الاستعمار الفرنسي قضى عليها، وجمد مسارها الواعد. ومع أن الغرض هنا ليس تبرئة الذات العربية من المسؤولية عن أي فشل في تحقيق النهضة والتحديث، إلا أن الدور الخارجي أيضاً كان سلبيّاً وينبغي تسجيل ذلك والاعتراف بوجوده. محمد إبراهيم - الدوحة