ربما بدأت ميانمار (بورما) تتحول إلى ما يشبه "صندوق العجائب"، في ظل التعتيم الكامل وسياسة الانغلاق اللذين يفرضهما النظام العسكري الحاكم في رانجون، لكن أيضاً بسبب الطابع الغرائبي الذي يضفيه الإعلام الغربي على واقع الحياة فيها. وهذه إحدى صور بدأت بعض وكالات الأخبار الأجنبية تبثها منذ عدة أشهر حول عرقية "الكاشين" في بورما. ورغم هشاشة الوضع الاقتصادي لتلك البلاد عامة، فإن "الكاشين" يعدون من أفقر الفئات في ميانمار قاطبة. وفي هذه الصورة نرى امرأة كاشينية، وقد أخذت تعد ما تيسر من طعام لأسرتها. أما الخيمة العشوائية فهي نموذج لخيام الكاشين، فهم قوم رحلٌ يتنقلون باستمرار، ليس بحثاً عن الماء والكلأ، بل عن الذهب الذي ما فتئ شغلهم الشاغل. فهنا في ولاية كاشين على بعد 1600 كلم إلى الشمال من يانجون، يوجد نهر "مايتكينا" الذي يتحرك الكاشين على ضفافه بحثاً عن الذهب عند خط التماس بين الماء والتربة، حيث يقضي الرجال والنساء أياماً وليالي في عملية بحث مضن عن مثقال ذهب قد يظهر فجأة وقد لا يظهر. لكن بكثير من الصبر والأناة، يفتش الكاشين عن الكنز أو ما يشير إلى الحظ السعيد. وبحثاً عنه توجه أفراد هذا "البيت" إلى النهر، بينما بقيت هذه المرأة تعد الطعام في انتظار عودتهم لعل الحظ يكون سعيداً هذه المرة.