رغم أن لبنان لم يشتهر جغرافياً بوجود تضاريس رملية فيه، فإن عبارة "رمال لبنان المتحركة" التي استخدمها الدكتور صالح عبدالرحمن المانع عنواناً لمقاله الأخير على هذه الصفحات، أوجزت الكثير مما يمكن قوله في إطار التوصيف والتحليل حول الأزمة اللبنانية بامتداداتها وتشابكاتها المعقدة. ففي لبنان يبدو أن الطائفة والسياسة تداخلتا وأنتجتا مأزقاً من النوع الذي يعيش طويلا ولا ينفرج إلا بانفجار واسع يقضي على بنيات الواقع القائم ويعيد إنشاء بنيات جديدة على أنقاضها. وقد انضاف إلى ذلك التداخل تداخل آخر بين كل من المال والسلاح مع السياسة والطائفة. وهكذا تشابكت سلاسل التداخلات فوق مساحة لبنان الصغيرة، لتبرز أجندات كثيرة تتزاحم وتتدافع في حيز مكاني وزماني لا يحتمل فوق الحد الأقصى لطاقته من الأجندات الداخلية والخارجية. إنها التداخلات التي باتت تشكل تضاريس بديلة للتضاريس اللبنانية الطبيعية كما نعرفها جميعاً. عمار أحمد -فرنسا