مع أهمية تلك القراءة السياسية التي ضمنها الكاتب الأميركي جيفري كمب في مقاله: "وثائق المفاوضات... ضربة لجهود أوباما"، إلا أنني أعتقد أن تسرب تلك الوثائق المذكورة قد تكون له آثار سلبية للغاية على عملية السلام. بل إنني لا أستبعد أن تكون لأطراف معينة مناهضة للعملية السلمية يد في عملية التسريب هذه إلى وسائل الإعلام. أما وسائل الإعلام نفسها فهي تبحث أصلاً عن هذا النوع من التسريبات والاختراقات ولا تلام مهنيّاً، في نظري، إذا تسابقت عليها. ومن سوء حظ عملية السلام أن القوى المناهضة لها على الجانبين لا تعدم طرقاً التفافية مثل هذه للتهرب من استحقاقات التسوية، أو للاتفاف على بعض مراحلها. أما محتوى الوثائق نفسه، فأرى أنه غير جدير بالثقة الكاملة طالما أن المزاعم الواردة فيها لم تصدر عن مصادر رسمية، هذا إن لم تكن واردة أصلاً من مصادر كيدية، لتصفية حسابات داخلية من تحت الطاولة، وتوجيه ضربات تحظرها قواعد اللعبة. علي عبد الله - عمان