في مقال د. عمار علي حسن: "تجاوز الطائفية... وصفة علاجية" نجد وضعاً للنقاط على الحروف فيما يتعلق بآفة الاحتقان الطائفي التي تعاني منها بلدان عربية عديدة في الوقت الحالي. وزيادة على تلك العناصر الأساسية لتجاوز الطائفية التي ذكرها الكاتب في مقاله أود الإشارة أيضاً إلى أن الحصانة الذاتية ضد الخطر الطائفي لا يمكن أن تتحقق لأي مجتمع دون أن تكون هنالك ثقافة راسخة من التسامح والتعايش بين مختلف المكونات الاجتماعية والدينية داخل ذلك المجتمع. ولترسيخ مثل هذه الثقافة لابد من غرسها في أذهان النشء من خلال مناهج تعليمية متبصرة ومستنيرة. ومما لاشك فيه أن ديننا وثقافتنا الإسلامية يوفران كافة شروط تلك الثقافة الإيجابية، حيث إنهما يحثان على احترام الاختلاف، والاعتراف بالآخر الديني والثقافي، واحترامه والتعاون معه. ولذا كانت أكثر فترات حضارتنا العربية الإسلامية رقيّاً هي تلك التي ساد فيها التسامح والانفتاح وحرية الفكر والاعتقاد، بعيداً عن جميع أشكال التزمت والانغلاق. ممدوح فوزي - القاهرة