أتفق مع الدكتور وحيد عبد المجيد في الإجابة التي انتهى إليها في مقاله الأخير، وخلاصتها أن "الثورات" التي يشهدها الشارع العربي في عدد من الدول العربية حالياً، هي بالأساس "ثورات فيسبوك" أكثر منها ثورات فضائية. وبالفعل فإن المثال التونسي يوضح ذلك توضيحاً كافياً، حيث لم يكن هناك مراسلون لقنوات تلفزيونية خارجية ينقلون الأخبار والوقائع في تونس، بل فقط كاميرات أجهزة الهاتف النقال التي كان يستخدمها الشباب الهواة في تصوير ونقل أعمال التنكيل من جانب قوات الأمن بحق المواطنين، وهي الصور التي كان يضعها الشباب على صفحات الفيسبوك لتصبح مادة مهمة لإثارة الحوار وتحميس المشاركين وتحريضهم على النزول للشارع. وفوق هذا فقد كان الفيسبوك، ولا يزال، ساحة الحوار والتلاقي الوحيدة تقريباً لكثير من الشباب في الدول العربية، ليس فقط لأنه موقع جاذب للزوار من كل أنحاء العالم، بل أيضاً لأنه البديل الافتراضي عن المساحات الواقعية التي لم يسمح لهؤلاء الشباب العرب بالتواجد والتجمهر فيها، لذلك نراهم ينكفؤون إلى الفيسبوك وهم يحملون قدراً غير قليل من مشاعر الغضب والثورة ضد واقع لم يجدوا فيه موطئ قدم للتعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. أحمد نبيل -القاهرة