الحاج أبو محمد، فلسطيني في الثالثة والثمانين من عمره، يجلس أمام بيته في مخيم الحسين بالعاصمة الأردنية عمان، متحدثاً عن بيته الآخر، والذي لا زال يحتفظ بمفاتيحه وأوراق ملكيته إلى يومنا هذا. فهو أحد اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا من ديارهم خلال نكبة عام 1948. ورغم السنوات التي مرت على ذلك التاريخ، فهو لم يفتأ يحن إلى موطنه وينتظر يوم العودة للعيش مجدداً في بيته ووسط مزرعته. وقد قبل أبو محمد التحدث إلى وكالة "رويترز" حول ذكرياته في فلسطين وتجربة التهجير واللجوء التي خاضها مع عائلته... عقب ظهور الوثائق المسربة أخيراً حول ما قيل إنه تنازلات قبل المفاوض الفلسطيني بتقديمها حول القدس واللاجئين، إذ طالب بعودة 10 آلاف لاجئ سنوياً إلى أراضي الضفة والقطاع حصراً ولمدة عشرة أعوام فقط، فيما قبل الإسرائيليون بألف لاجئ سنوياً قبل أن يتراجعوا إلى الصفر في جلسات لاحقة. لكن يبدو أن كرّ السنين وتقادم العهود لم ينسيا الشعب الفلسطيني في وطنه، أحرى أولئك الأشخاص الذين كانوا شهوداً على ما حدث وضحايا للتهجير القسري والمنظم ذات يوم غير سارٍّ من أيام التاريخ العربي المعاصر!