قرأتُ مقال د. السيد ولد أباه: "الثورة أم الإصلاح؟"، وتوقفت بصفة خاصة أمام ذلك التوصيف الحصيف الذي يذهب إلى أن "تونس تعيش حاليّاً سباقاً محموماً بين خيار الثورة السياسية الإصلاحية ومخاطر الثورة الشعبوية والمدمرة"، وأرى أن ما يريده الشعب التونسي اليوم بعد سقوط النظام السابق هو عودة أجواء الاستقرار ووضع قواعد نظام سياسي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية، والمشاركة السياسية، ويكون قادراً في الوقت نفسه على تحريك عجلة الاقتصاد، والعمل على تحقيق مكاسب تنموية معتبرة وقابلة للاستدامة. أما المفاضلة المفتعلة بين واقعية مطالب الإصلاح ورومانسية أحلام الثورة، فأعتقد أنها مفاضلة تتجاهل في الوقت الراهن منطق الأولويات. فلتستقر الأوضاع أولاً، ولتعد دورة الحياة السياسية والاقتصادية إلى طبيعتها، وبعد ذلك من شاء فليسمه إصلاحاً ومن شاء فليسمه ثورة، فلا مشاحة في المصطلح، بشرط ألا يجور المبنى اللفظي على المعنى العياني لأن اللغة حمّالة أوجه، كما يقال. عزيز خميّس - تونس