يعكس إعلان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبيل جيتس، الرئيس المشارك لـ"مؤسسة بيل ومليندا جيتس"، يوم الأربعاء الماضي، تخصيص مبلغ 100 مليون دولار، بواقع 50 مليوناً من كل طرف لشراء لقاحات أساسية وتوفيرها للأطفال في أفغانستان وباكستان، العديد من الأمور المهمة التي تتعلّق بالنهج الإنساني الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله-. أول هذه الأمور، هو الالتزام الإنساني الإماراتي الذي يعبّر عن نفسه من خلال خطط ومشروعات وتحرّكات فعليّة على الأرض من أجل تخفيف المعاناة وإزالتها عن المتضررين في مناطق الأزمات أو الكوارث، الذي يتميّز بالاستمرارية والتطور بالنظر إلى أن البعد الإنساني من الأبعاد الأصيلة في سياسة الدولة منذ إنشائها، ومن ثم تحرص على تأكيده وتفعيله على الدوام. والأمر الثاني، هو حرص دولة الإمارات على التعاون والمشاركة في أي أطُر أو مبادرات حكومية أو أهليّة على المستوى الدولي تهدف إلى تعزيز العمل الإنساني وزيادة فعاليته وتأثيره في المستهدفين به، ولذلك فإنها طرف أساسي في أي جهد دولي لتقديم المساعدة للمناطق التي تحتاج إليها وتنميتها ورفع مستوى أبنائها، ومن ثم ينظر إليها من قِبل المؤسسات الدولية المعنية على أنها ركن أساسي من أركان العمل الإنساني العالمي. والأمر الثالث، هو أن دولة الإمارات في إطار نهجها الإنساني حريصة على التوجيه الأمثل لمساعداتها بما يحقّق أكبر استفادة منها من قِبل الذين يتم توجيهها إليهم، ولذلك فإنها تعطي أولويّة في تحرّكاتها للمناطق الأكثر تضرّراً والأكثر احتياجاً إلى المساعدة، وفي هذا السياق يأتي توجيه الشراكة الإنسانية بين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبيل جيتس إلى مساعدة أطفال باكستان وأفغانستان على وجه الخصوص على اعتبار أنهم الأكثر احتياجاً إلى المساعدة الصحيّة من خلال توفير اللقاحات اللازمة لهم، وقد أشار سمو ولي عهد أبوظبي إلى ذلك بوضوح، مؤكداً أن الأطفال في البلدين معرّضون أكثر من غيرهم للأمراض القابلة للوقاية بسبب التحديات المستمرة التي تواجه الجهود المبذولة في مجال التطعيم. والأمر الرابع، هو الاهتمام الخاص الذي توليه دولة الإمارات لتقديم المساعدة إلى باكستان وأفغانستان، حيث إنها تعدّ من أكبر المساهمين على المستوى الدولي في المساعدات والمنح التي تقدم لهما، كما أنها تتبنّى رؤية شاملة في هذا الشأن تتجاوز الإطار الإنساني المؤقت أو المرتبط بأوقات الكوارث والأزمات لتركّز على تنمية البلدين واستدامة هذه التنمية من أجل تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي فيهما، وقد دعت الإمارات المانحين الآخرين في العالم إلى تبنّي هذه الرؤية. لقد أشاد "التحالف العالمي للقاحات والتطعيم" بالشراكة بين سمو ولي عهد أبوظبي وبيل جيتس لتوفير اللقاحات لأطفال أفغانستان وباكستان، وأعرب عن الأمل أن تكون هذه المبادرة دافعاً للأطراف المعنيّة للمساهمة بشكل أكبر في إنقاذ حياة الأطفال وحمايتهم، وهذا يكشف عن جانب مهمّ في هذه الشراكة، هو أنها تمثّل نموذجاً للالتزام الحقيقي بالعمل الإنساني وقدوة لتحفيز الآخرين على السير في الطريق نفسه.