مداخن متناثرة في المكان تنفث دخاناً، وأكواماً من الطمي هنا وهناك، باتت أشبه بالتلال. إنها ساحة مصنع للطابوق بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث انخرطت أربع فتيات في رص لبنات من الطوب المصنوع من الطمي، تمهيداً لحرقه داخل أفران، كي يتسنى استخدامه في البناء. عملية بسيطة لكنها تهدد البيئة، سواء لجهة ما تنفثه المداخن من ملوثات، أو حجم الضرر الناجم عن استنزاف الطمي من الرقعة الزراعية. مشهد تعميري، يحمل في طياته أملاً في التشييد، لكنه في الوقت ذاته، يكشف عن مشكلة تشغيل الأطفال، أو انخراط الفتيات في سوق العمل وهن في سن مبكرة، ناهيك عن عدم استخدام وسائل متطورة في البناء غير تلك التي تستهلك التربة، وتستهلك الطمي المتوفر عادة في الحقول والأراضي الزراعية الخصبة. ويبدو أن الإمكانيات المحدودة هي التي جعلت من هذا النوع من الطوب الخيار المتاح لسكان المنطقة، لكنها بالتأكيد ليس الأفضل.