الاستراتيجيّة الجديدة التي اعتمدتها مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، مؤخراً، للتوعية المروريّة للأعوام من 2011 إلى 2013 تستهدف تنمية الوعي بالقواعد المرورية المختلفة لدى السائقين والمشاة، وذلك في إطار سعيها إلى الارتقاء بالسلامة المروريّة، والوصول إلى مجتمع خالٍ من الحوادث المرورية. هذه الاستراتيجية تتوافق مع أعلى المعايير العالميّة في مجال رفع الوعي المروري لدى فئات المجتمع كلّها، وتم إعدادها بالاستفادة من التجربتين البريطانيّة والأميركيّة، اللتين تعدان من أفضل التجارب العالمية في هذا السياق، خاصة أنهما تأخذان في الاعتبار المعطيات المتعلقة بالسلامة المرورية، سواء مستخدمي الطرق جميعهم، أو في ما يتعلّق بالجهات المعنية المسؤولة عن السلامة المرورية، وطبيعة الأدوار التي تقوم بها في هذا الشأن. التوجّه نحو تنمية الوعي المروري لدى أفراد المجتمع ينطلق من قناعة بأن الحدّ من الحوادث المرورية مسؤولية جماعية مشتركة بين الشرطة والمجتمع، وإذا كانت الشرطة وإداراتها المختلفة معنية بوضع المعايير والقواعد والإجراءات التي تستهدف السلامة المروريّة، فإن تجاوب أفراد المجتمع مع هذه القواعد هو الوجه الآخر للمعادلة المرورية، فلا معنى لوجود منظومة من الضوابط والروادع القانونيّة لتحقيق الانضباط المروري، لا يلتزمها أفراد المجتمع؛ إذ إن الكثير من الحوادث المرورية التي تقع يمكن تجنّبها، لأنها تنشأ، في الأغلب، عن عدم التزام قوانين السير والمرور والسرعة الزائدة والقيادة المتهورة، وبرغم أن قائمة المخالفات المذكورة تنطوي على عقوبات رادعة قد تصل إلى سحب رخصة القيادة، فإن بعض السائقين ما زال مصرّاً على ارتكابها وكأنها أصبحت سمة لا تنفصل عن سلوكه اليوميّ في ممارسة القيادة. إن العمل على تنمية الوعي المروري أصبح مسألة بالغة الأهمية نظراً إلى تنوّع خلفيات الكثير من السائقين الذين يمارسون قيادة السيارات داخل الدولة، وثقافاتهم، فما زال هؤلاء متمسّكين بالطريقة التي كانوا يمارسون بها القيادة في بلادهم الأصلية، وهذه الطريقة أحياناً تتجاوز القواعد والتعليمات المروريّة، وتتجاهل كل ما يحقق الانضباط المروري. الاستراتيجية الجديدة للتوعية المرورية لشرطة أبوظبي لاشكّ أنها ستسهم في نشر الثقافة المروريّة الإيجابيّة بين أفراد المجتمع، ليس فقط لأنها ستركز على الوعي المروري ودوره في سلامة أفراد المجتمع من خلال سلسلة من الفاعليات المتنوّعة، تتضمن محاضرات ونشاطات وندوات وزيارات ميدانيّة، وإعداد نشرات ومطبوعات، وعرض أفلام توعية، وحملات توعية عدّة سيتم تطبيقها على ثلاث مراحل خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وإنما كذلك لأنها تتوجّه إلى العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، كالمدارس والمعاهد والجامعات، ومنظّمات المجتمع المدني المختلفة، التي يمكن أن يكون لها دور إيجابي في نشر الوعي المروري. إن نجاح الاستراتيجية الجديدة للتوعية المرورية لشرطة أبوظبي في تحقيق أهدافها الخاصة بإيجاد بيئة مرورية آمنة خالية من الحوادث يتطلّب تفاعل الأطراف الأخرى المعنية، بداية من الإعلام من خلال تقديم برامج إرشادية لدعم الوعي المروريّ وتعزيزه لدى سائقي السيارات على مدار العام وليس بشكل موسمي، ومروراً بالمدارس والجامعات من خلال العمل على نشر الثقافة المروريّة في صفوف الطلاب، ومساعدتهم على فهم مفاهيم السلامة المرورية ومتطلباتها، واستيعابها، ونهاية بالأسرة من خلال العمل على غرس مفاهيم الوعي المروريّ في نفوس الأبناء، وتربيتهم على احترام الطريق وآدابه، والتزام اللوحات الإرشادية والتحذيريّة وقواعد السلامة المرورية كلّها. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية