لقد جانب الدبلوماسي هنري كسنجر الصواب وهو يعقد مقارنة بين أميركا والصين، ويسرد ويسترسل في مديح المواقف الأميركية في مقاله "أميركا والصين: تغليب التعاون على الصراع" المنشور يوم الثلاثاء الماضي. ونحن نود لو أن التعاون يتغلب على الصراع بطريقة عملية ليس مع الصين فقط بل مع جميع دول العالم. لقد خانته الذاكرة بل ربما تناسى كيف كانت أميركا تعاقب الصين، وذلك بتحريض الدلاي لاما على بكين بطرقها المعروفة لخلق التمرد من أجل الحصول على مطالب بالابتزاز. أميركا تسعى إلى احتواء كل العالم وليس الصين فقط، ثم إن الحرب الباردة هي وسيلة من الوسائل التي تتبعها أميركا. وقد جانب كيسنجر الحقيقة عندما قال إن أميركا لم تدخل في صراع مع القوى المهيمنة على الساحة الدولية، أما الشؤون الدولية فأميركا تقتحمها ولو بالقوة والأمثلة واضحة في العراق ولبنان، ثم إن النزعة الاستثنائية لم تحظ بقبول الدول للقيم الأميركية وإن الدبلوماسية الأميركية لا تسعى للوصول إلى نتائج محددة، وإن المفاوضين الأميركيين يفرضون ما يريدون. كيسنجر يدعي أن المشكلات القائمة لم تكن من النوع القابل للحل، وهل يتم حلها عسكرياً على الطريقة الأميركية؟ الصين دولة صناعية وتحاول التقدم، وكم كنا نتمنى أن يقارن الكاتب الصين بدولة عربية حذت حذو الصين مع أن بعض الدول العربية قد بدأت مثل بداية الصين ولكنها تأخرت. انصاع البعض لأميركا التي تدعي المحافظة على حقوق الإنسان وهي في الحقيقة تريد أن تظل الدول النامية مستضعفة. هاني سعيد- أبوظبي