تطرق الدكتور أحمد عبدالملك في مقاله "الشعب التونسي حين قال كلمته!"، إلى التطورات الأخيرة في تونس والتي أدت لإطاحة نظامها السياسي، وتوقف عند دوافع الهبة الشعبية التونسية، ودلالات الخطاب الأخير لبن علي. ولاشك أن 23 عاماً من سياسة التهميش والقمع والتنكيل... كانت كافية لمراكمة الكثير من مشاعر الاستياء والغضب وأحاسيس الإهانة والضيم في نفوس التوانسة. وهي تراكمات تواصلت لتبلغ بالشعب ذلك الحد الذي شاهدناه جميعاً وقد تجلى في ثورة سلمية وحضارية باتت تشكل نموذجاً لكثير من شعوب العالم العربي. أما كلمة بن علي الأخيرة وتوسلاته التي لم تجد نفعاً في كبح جماح المحتجين، فقد جاءت متأخرة، لاسيما قوله إنه الآن فقط فهم مواطنيه، وإنه يتعهد بمنح الحريات وإلغاء القيود عليها. لذلك فثورة التوانسة لم تتأخر إلا بقدر ما تأخر بن علي في إدراك حاجة شعبه للشعور بالكرامة والتخلص من كابوس الدكتاتورية والقهر. حسين محمود -الجزائر