لا أعتقد أن صورة الصين كما قدمها مقال "أوباما وجنتاو... والموقف الأميركي المطلوب!"، لكاتبه جوزيف بوسكو، صورة موضوعية أو منصفة. فالصين ليست المارد المتوحش والمتحفز لالتهام الولايات المتحدة والانقضاض على منجزاتها الحضارية ومكانتها العالمية، بل دولة مسؤولة وطرف موثوق في العلاقات الدولية، وقد وصلت إلى ما وصلت إليه بجهودها الذاتية وليس بنهب المستعمرات والاستحواذ على خيرات شعوبها، وهي اليوم مساهم رئيسي في دفع عجلة التنمية والتطوير في كثير من أقطار العالم النامي، وقد حققت هناك نجاحات ملموسة في مجالات البنية التحتية والزراعة والطاقة التجارة والاستثمار... ودون أي أثمان سياسية أو أمنية. ولعل الأجدر بالكاتب، وبدل مطالبته أوباما بتبني خطوط حمراء إزاء الصين لإجبارها على التنازل في بعض الملفات العالقة بين بكين وواشنطن، أن يستكشف المجالات الواسعة للتعاون بين الدولتين الكبريين، لاسيما لجهة الإسهام في النهوض باقتصادات العالم النامي، وانتهاج سياسات مشتركة للحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي. منير عثمان -القاهرة