ربما لم يبق وجه من أوجه السعي إلى كسب العيش إلا وجربه شباب الدول الإفريقية، ثم أخيراً ركبوا "قوارب الموت"، طمعاً في الوصول إلى أرض الأحلام -أوروبا... لكن هذه أحكمت إغلاق أبوابها مجدداً، فعاد الشباب ليواجهوا مصيرهم في الداخل. وما الشاب الذي نراه في الصورة إلا أحدهم وقد سار في واحد من شوارع لاجوس بخطوات متثاقلة، حاملاً نتاج مهنته فوق رأسه، لعل أحد المارة يعنُّ له أن يشتري سكيناً لغرض ما. وإلى ذلك، يحمل البائع على عاتقه العُدة اللازمة للعناية بالسكاكين ولشحذها، وهي المبرد الدوار وآلة أخرى، وقد تم تثبيتهما معاً على قاعدة خشبية يمكن حملها دون أن تتأثر أو تؤثر على "آلات المصنع" المتجول ومحتويات الدكان المتنقل. إنها لقطة من يوم العاصمة الاقتصادية لنيجيريا، البلد الأكبر والأغنى في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى... لكن حجمها السكاني (120 مليون نسمة)، وثروتها البترولية الضخمة، أوجدا صراعاً نخبوياً أضاع في أتونه أجيالاً من الشباب، فخسرت البلاد طاقات بشرية أصبح كل هم أصحابها نيل قوتهم اليومي!