البرد القارس الشديد في مثل هذا الوقت من السنة ووحشة ساعات الصباح الأولى ودروب السوق المقفرة تسيج المكان هنا في سوق الخضار بمدينة "شانديجار" الهندية، ولذلك يجلس البائع الصغير متدثراً بما تيسر من ملابس وأغطية، ماسحاً بعينيه الصغيرتين مد البصر بحثاً عن مشترٍ محتمل لأكوام الفجل التي تشمخ خلف ظهره في انتظار زحام المستهلكين، في سوق استهلاكية هائلة بدأت تعاني الآن بما فيه الكفاية من شح في العرض والطلب معاً. يذكر أن الهند تعاني الآن من ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية، وهو ما يبعث مخاوف قوية من أن تمتد موجة الغلاء وتضخم الأسعار إلى مواد وسلع ضرورية أخرى، بما يزيد من مصاعب السوق ويقلص قدرة السكان الشرائية. وفي الأذهان طبعاً مخاوف من حالة ارتفاع غير محسوبة أوسع لأسعار المواد الغذائية على المستوى العالمي كله، بفعل هجمة الكوارث الطبيعية هذه السنة في طوفانات باكستان والصين وأستراليا والبرازيل، وحرائق روسيا، وغيرها من محن عالمية يحمِّل نشطاء البيئة المسؤولية عنها لتسارع وتيرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ العالمي.