سأقترح ضمن هذا التعقيب الموجز إجابة على ذلك السؤال الوارد في عنوان مقال الكاتب محمد السماك: "السودان: من المسؤول عن الانفصال؟"، ومؤدى إجابتي أنه على رغم أدوار الفاعلين الداخليين من ساسة السودان في مختلف عهوده، ومن قادة حركة التمرد في الجنوب في مختلف عهودها أيضاً، إلا أن المسؤول الحقيقي عن الانفصال هو تلك الأصابع الخارجية الخفية التي ظلت تشتغل على هذا السيناريو منذ سنوات بعيدة، وتعمل على طبخه وإنضاج شروطه بهدوء وعلى نار هادئة. وتلك الأطراف الدولية، أو الأصابع الخفية، لا تحتاج مع ذلك إلى كثير من الذكاء أو العصف الذهني لمعرفتها، طالما أنها أصبحت تتباهى علناً بإنجازها "التاريخي" بشطر خريطة السودان. وأما الأطراف الداخلية، فلا أحد يبرئها هي أيضاً من تبعات أخطائها التي أدى تراكمها إلى إنجاح المخططات الخارجية، إن لم يكن بالتواطؤ معها، فعلى الأقل بعدم وضع خطط وقائية ضدها، وتحفيزية ضامنة للوحدة الوطنية، وكذلك القصور في فهم اتجاه الأحداث منذ اتفاق نيفاشا، وحتى الآن، وخاصة أن خمس سنوات كانت فترة كافية، لتغليب خيار الوحدة، على كابوس الانفصال. عبدالوهاب حامد - الخرطوم