في مقاله الأخير "تجدد الأزمة في لبنان: ما الذي حدث؟"، حاول الدكتور وحيد عبد المجيد قراءة التطورات الأخيرة في الملف اللبناني، خاصة ما قيل عن مبادرة سورية سعودية ترمي إلى تسوية الخلاف القائم بين فريقي الصراع هناك، وإن لم تصدر عن الدولتين أية إشارة إلى تلك المبادرة. إلا أن الجديد هو إعلان السعودية إنهاء وساطتها في الأزمة، بالتزامن تقريباً ما يبدو أنه فشل آخر منيت به المحاولة القطرية التركية. فهل يعني ذلك أن جميع هذه الأطراف أدركت أخيراً أنه لا فائدة من أي مبادرة في الوقوف أمام انفجار قادم، وبشكل مؤكد، على صعيد الأزمة اللبنانية؟ أعتقد أن لبنان أصبح على حافة الهاوية، كما أوضح الدكتور وحيد، ليس فقط بسبب سقوط الحكومة الائتلافية عقب انسحاب وزراء المعارضة منها، ولكن أيضاً جراء اشتداد حالة الاستقطاب لاسيما عقب انضمام وليد جنبلاط إلى صف المعارضة متخلياً عن موقعه السابق في فريق 14 آذار. هذا علاوة على انتشار الجيش في بيروت، والذي يمثل مؤشراً آخر على وجود ما يمكن اعتباره معلومات لدى دوائر التأثير والقرار حول حدث جلل قادم وربما وشيك في بلاد الأرز. زياد حاوي -فرنسا