في مواجهة ارتفاع أسعار الحبوب، والمواد الغذائية بصفة عامة، اضطرت هذه المرأة السودانية الجنوبية للخروج مبكراً لحصاد ما يمكن حصاده من سنابل ومحصول هزيل، في هذا الحقل الذي يبدو، على رغم خضرته، أشبه بهشيم عبثي متراكم، غير منتظم، حيث لا يبدو أن أبجديات قواعد الفلاحة قد عرفت طريقها إلى أذهان من بذروا بذوره، ولا من يحصدون حصاده. يذكر أن نسبة الفقر مرتفعة هنا في منطقة "لايريا" التي تبعد 45 كلم جنوب مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، التي يحبس الجميع الأنفاس فيها الآن في انتظار إعلان نتيجة استفتاء تقرير المصير، حيث يرجح المراقبون أن يصب في اتجاه انفصال الجنوب، وقيام دولة إفريقية جديدة ينقصها كل شيء تقريباً من حيث البنية التحتية، ولذا يخشى هؤلاء أن يكون حصاد الاستفتاء العام فيها هشيماً أكبر، يعبر عن نفسه في مختلف مفردات الحياة الصعبة، ويوميات السكان الفقراء المحرومين، كهذه القروية التي نراها في الصورة.