Foreign Affairs فجر تونس وانقسام السودان اشتمل العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر عن مجلس "العلاقات الخارجية الأميركي" على موضوعات أحدها بعنوان "صباح في تونس: إحباطات العالم العربي تغلي"، كتبه "ميتشيل بينر أنجريست" استاذ العلوم السياسية بكلية "يونيون" ويقول فيه إن المظاهرات العارمة التي اندلعت في أرجاء تونس وتفاقمت لتسقط نظام بن علي، لم تكن عرضاً لتوعك اقتصادي، بقدر ما هي تعبير عن شعب ضاق ذرعاً بقيود النظام القائم، وتاق للخلاص من الأغلال التي كبله بها، ولتحرير رقبته من القبضة الأمنية الخانقة، ووضع نهاية للتعتيم الإعلامي، ورفع القيود المفروضة على استخدام ثورة المعلومات والاتصالات. ويقول الكاتب إن ما حدث من انهيار سريع للنظام، والطريقة التي هرب بها الرئيس من سفينة نظامه الغارقة، يجب أن تكون عبرة للكثير من أنظمة الدول العربية. وتحت عنوان "ما بعد انقسام السودان"، كتبت "آن موسلي ليش"، الأستاذة المشاركة في مؤسسة "فورد"، تقول إن الاستفتاء على مصير الجنوب سوف ينتهي على الأرجح بانفصاله، وإن ذلك كان أمراً محتماً سواء باستفتاء أو غيره، وذلك بعد الفشل الذريع لدولة الاستقلال في السودان وحكوماتها المتعاقبة في ترسيخ الموطنة والوحدة. وترى الكاتبة أن الأمر المهم بالنسبة للجنوب حالياً، وبعد أن بات الانفصال حقيقة شبه مؤكدة، هو الاستعداد للتداعيات المتوقعة والتي تتعلق بأمور مثل الموارد المشتركة، والحدود، مع العمل في ذات الوقت من أجل علاج آثار لحرب الأهلية، وكذلك تصميم سياسة خارجية ناجعة، وتعزيز وضع الجنوب كدولة مستقلة ناشئة على الساحتين الإقليمية والدولية. "الآداب": الإعلاميون والحرب القادمة في العدد الأخير من مجلة "الآداب" البيروتية، تتطرق الافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير تحت عنوان "هل أعددنا لهم ما استطعنا من قوة؟" إلى احتمالات حرب إسرائيلية جديدة على لبنان، ويتصفح المذكرة التي أرسلها دانيال كورتزر إلى مجلس العلاقات العامة الخارجية الأميركية، وهي بعنوان "حرب لبنانية ثالثة" (يوليو 2010)، كما يستعرض بعض المقالات المنشورة في الصحف الغربية والإسرائيلية والتي تتناول استعدادات الدولة العبرية لحملة عسكرية على لبنان، ثم ينقل تهديد إيهود باراك بضرب "أي هدف يخص الدولة اللبنانية، وليس حزب الله فقط"... ليتبنى الأطروحة المؤيدة لوجود السلاح في لبنان كـ"ضرورة لا محيد عنها"، وإن استدرك بالقول إن تنظيم ذلك السلاح "يساوي ضرورة وجوده"، وإن ذلك يتطلب غرفة عمليات مشتركة، تضرب بيد من حديد على كل مَن يسعى إلى الزج بالسلاح المقاوم في حروب الزواريب والطوائف والمذاهب والزعامات. وتحت عنوان "من كاتم الصوت إلى المحاكم: محنة الإعلامي العراقي"، تقول هيفاء زنكنة إنه إضافة إلى معاناة الإعلاميين العراقيين من الاستهداف الذي واجهوه على أيدي الجماعات المسلحة، فإن كيفية تعامل الاحتلال الأنجلو -أميركي مع الجهاز الإعلامي العراقي شهدت تغيرات سريعة، إذ تم تطبيق العديد من السبل لإحكام السيطرة عليه، وللدفع باتجاه جهاز إعلامي يساير الإستراتيجية الأميركية في العراق. وجاء تطبيق تلك الأساليب إما بشكل منفرد، كالتهديد أو الاختطاف أو الاعتقال أو التعذيب أو التقديم إلى القضاء، وإما باستخدامها مجتمعة. ولفهم سيرورة عمل إدارة الاحتلال في هذا المجال، توضح الكاتبة أن الصوت "الإعلامي النقدي" الذي تشير إليه يشمل الصحافي "المحايد" أي الذي يؤدي عمله بشكل تكنوقراطي لنقل المعلومات والكتابة عن هموم الناس اليومية، كانعدام الخدمات واستشراء الفساد، من دون أن يمس الاحتلال. وكان من المفترض أن يتمتع هذا الصحافي بحرية التعبير، خلافاً للإعلامي المناهض للاحتلال، والمستهدف بتهمة "الإرهاب" أو "إثارة العنف" بحسب الإشعار العام الصادر عن سلطة الائتلاف الموقتة في يونيو 2003 والذي لايزال ساري المفعول. وفي هذا الخصوص تلاحظ الكاتبة أن الإعلامي العراقي، كما هو الحال في العديد من دول العالم الثالث، غالباً ما يجمع بين الكتابة الأدبية والصحافية معاً؛ أي أنه مايزال حاملاً لمواصفات "رجل عصر النهضة" الجامع للعديد من الاهتمامات والمهمات في آن واحد، ولذلك فإسكاته هو إسكات للكاتب والشاعر أيضاً.