أختلف كثيراً مع ذلك الطرح الوارد في مقال: "السابقة السودانيّة... إغراء مرجّح" للكاتب حازم صاغية، لأن السياق في حالة جنوب السودان ذو خصوصية تجعله مختلفاً كثيراً عن الحالات العربية الأخرى، ولذا فالأرجح ألا تتأثر به أية ساحة عربية أخرى على نحو يؤدي إلى ظهور دعوات انفصال. وبالنسبة لجنوب السودان خاصة جاء استفتاء الانفصال كحل لإنهاء عقود مريرة من الحرب الأهلية، هذا زيادة على وجود اختلافات سكانية ودينية وثقافية كبيرة بين الشمال والجنوب. ومع أن هذا لا يكفي في حد ذاته لتبرير الانفصال، إلا أن عدم الاستقرار والحرب الأهلية المزمنة، هما ما سوغه، أو على الأقل سوغ الاستفتاء الذي يرجح المراقبون أن يؤدي إليه. وزيادة على هذا فالقاعدة العامة في عالم السياسة هي وحدة الأوطان، وأما الانفصال عنها، فهو الاستثناء الشاذ الذي يخرج عن القاعدة لأسباب تاريخية أو سياسية غير طبيعية وغير عادية. محمد عبدالحميد - عمان