أتفق مع محمد الباهلي على نقطتين وردتا في مقاله الأخير، "لحظة الانفصال"، أولاهما أن انفصال جنوب السودان هو نكبة للبلد الأكبر مساحة في إفريقيا والعالم العربي معاً، إذ لن يقتصر الأمر على ضياع ذلك الجزء من الوطن السوداني الكبير، بل إن واقعة الانفصال ذاتها سوف تشجع أقاليم ونواحي أخرى على المطالبة بمصير مماثل. والثانية هي أن ما حدث ويحدث في السودان، ليس خالياً من أياد خارجية حركته وغذته. ويتضح ذلك من التصريحات الأخيرة لمسؤولين إسرائيليين ومن الوفود الأميركية التي تقاطرت على جوبا للاحتفال مبكراً بالانفصال وإعلان استقلال الجنوب. لكني مع ذلك أقول بأن الداخل السوداني ليس بريئاً مما حاق بوحدة وطنه، فهناك قوى سودانية كثيرة لها مسؤولية في انفصال الجنوب؛ سواء بإيجادها للأسباب المؤدية للتمرد والعصيان، أو بسبب تواطئها مع حركات التمرد، أو حتى بصمتها السلبي! سامي أمين -قطر