يواجه العالم في المرحلة الراهنة عدداً من التحدّيات الخطرة، التي قد يؤدّي عدم التعامل معها بإيجابية أو حتى التأخير في هذا التعامل إلى تهديد مستقبل الاستقرار والأمن العالميين، وتأتي على رأس هذه التحدّيات قضايا مثل التغيّر المناخي والتلوث البيئي والأمن الغذائي والفقر وشُحّ مصادر المياه وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المناطق الحيوية في العالم، إلى غير ذلك من القضايا الشائكة التي ينبري المجتمع الدولي للاشتباك معها والتصدّي لتداعياتها السلبية. وتعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي استطاعت على مدار العقود الماضية أن تحقق إنجازات عدّة في التفاعل مع التحدّيات التي قد تؤثر فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، وتأتي المبادرات والنجاحات المتعدّدة التي أنجزتها في مجال الطاقة الجديدة والمتجدّدة لتؤكّد ذلك بوضوح، لأنها تشير إلى وعيها العميق بأهميّة التعاطي الإيجابي والفاعل مع إحدى القضايا الحيوية بالنسبة إلى الحاضر والمستقبل وهي قضية الطاقة بما تفرزه من إشكاليات خطرة، خاصة في علاقاتها بالتنمية المستدامة والبيئة. في هذا السياق فقد لاقت المبادرات والتجارب الإماراتية الناجحة في مكافحة ظاهرة التغيّر المناخي والتلوث البيئي منذ بداياتها إشادة دولية مستمرة، ولعلّ التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة "بان كي مون"، مؤخراً، تأتي في إطار الاعتراف الدولي بالدور الإماراتي الرائد في هذا الشأن، فقد أشاد الأمين العام للمنظمة الدولية بالجهود المستمرة التي تبذلها دولة الإمارات بغرض إيجاد حلول مبتكرة لتحدّيات الطاقة العالمية عبر مبادراتها المتعدّدة في هذا الشأن، كمبادرة "مدينة مصدر" المدينة الأولى في العالم التي تعتمد بشكل كامل على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة المستهلكة بها و"القمّة العالمية لطاقة المستقبل"، التي قال عنها الأمين العام إنها توفر منصّة فريدة للتعاون الدولي في مجال الطاقة المتجدّدة والاستدامة. وفي تأكيد أهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات على الساحة الدولية في مجال مكافحة التغيّر المناخي والتلوث البيئي عبر الانتقال إلى عصر الطاقة النظيفة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه سوف يحضر "القمّة العالمية لطاقة المستقبل" هذا العام، التي ستعقد في العاصمة أبوظبي خلال الفترة 17- 20 يناير الجاري، ولعل هذا الحضور سيعطي زخماً كبيراً للدور العالمي الذي تلعبه دولة الإمارات في مجال التحوّل إلى عصر الطاقة المتجدّدة، خاصة أن قمّة العام الجاري سوف تشهد إطلاق خريطة طريق ترسم الملامح والخطوات التي يمكن للعالم السير عليها طوال العقود المقبلة، للانتقال إلى مستقبل نظيف وآمن ومستدام، تنخفض فيه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسبّب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، التي تمثّل بدورها المحرّك الأول لعملية التغيّر المناخي التي قد تؤدّي إلى تغيير وجه العالم، إذا لم يتم التفاعل معها في إطار عمل عالمي موحّد وجهود عالمية متضافرة ومنطلقة في تناغم من أبوظبي عاصمة الطاقة المتجدّدة في العالم. إن انعقاد "القمّة العالمية لطاقة المستقبل" لعام 2011 بحضور الأمين العام للأمم المتحدة في العاصمة أبوظبي يوفر فرصة ثمينة لدول العالم لحشد قواها وخبراتها ومن ثم الوقوف جنباً إلى جنب على خط البداية، استعداداً للانطلاق في تنافس وتبارٍ محمود لإدراك أهداف الاستدامة والنظافة والأمان لمصادر الطاقة في المستقبل. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.