قرأتُ مقال د. عبدالله خليفة الشايجي: "حال العرب بين عامين!" وأتفق معه على أن الحال العربي الراهن ليس على ما يرام، بالنظر إلى كثرة البؤر المحتقنة وأعراض الالتهاب والشلل في الجسد العربي الكبير، أو بكلمة أصح كثرة مظاهر الفشل في العمل العربي الجماعي. وأرى أن حالنا العربي سيبقى في وضع يسر العدو ويسوء الصديق ما لم نعرف كيف نعيد الفاعلية العربية الذاتية في إدارة نظامنا الإقليمي بعيداً عن التأثيرات والتدخلات الخارجية. ولاشك أن أفضل طريقة لإعادة تفعيل نظامنا الإقليمي هي تقوية كافة أشكال العمل العربي الجماعي، ودعمها بآليات تنفيذية من قبيل خلق سوق أوروبية موحدة، ومحكمة عدل عربية ملزمة وذات وسائل تنفيذ ملزمة، لفض النزاعات العربية- العربية، ولدعم المواقف العربية في حالة النزاع بين إحدى دولنا وطرف إقليمي أو دولي خارجي، غير عربي. وما لم نتوصل إلى ترتيبات جادة، في هذا الاتجاه، فستبقى منظومتنا الإقليمية على هشاشتها وانكشافها الراهنين، وسيبقى وطننا العربي بمثابة حلبة للتدخلات الخارجية الضارة، بكافة أشكالها. متوكل بوزيان - أبوظبي