إلى جوار "عربة كارو"، يسير هذا الصبي الفلسطيني على طريق مواز لجدار الفصل المثير للجدل في مدينة قلقيلية الفلسطينية بالضفة الغربية. ربما أنه لم يركب مع سائق العربة كي يخفف الحمل على الدابة، وآثر المشي، خاصة أن شمس الشتاء الدافئة تسطع في المكان، وقد تكون الجهة التي يقصدها لا تبعد كثيراً. العلامة المرورية المثبتة على ميمنة الطريق، تقول إن السرعة المسموح بها يجب ألا تتجاوز الخمسين كيلو متراً في الساعة، وهذا معدل يستحيل أن تصل إليه عربة يجرها حمار. وفي خلفية المشهد، يظهر الجدار مشوهاً الأجواء مقتضماً أراضي الضفة، ومتلوياً كما الأفعى في مزارع الفلسطينيين وقراهم. لا شك أن الانتقال بهدوء على متن عربة "كارو" عبر هذا الطريق الخالي من المارة، لا يخفي ضوضاء الاحتلال وضجيجه على الأراضي الفلسطينية، ضجيج لم يظهر منه في هذه اللقطة سوى الجدار، لكن ما خفي كان أعظم.