في إحدى خطبه النارية التي ألقاها خلال الشهر الماضي، أشار أنتونيو فيلارياجوسا، عمدة مدينة لوس أنجلوس، إلى اتحاد "يونايتد تيتشرز" المهني لمعلمي المدينة، قائلاً إنه يمثل أعلى الأصوات معارضة وعرقلة لإنشاء نظام تعليمي ذي نوعية جيدة في المدينة. وفي معرض حماسه للانضمام إلى جوقة منتقدي اتحادات المعلمين المهنية على المستوى القومي، تجاهل العمدة مجموعة الإصلاحات الكبيرة التي حققها معلمو المدينة في النظام التعليمي بمختلف مدارس لوس أنجلوس، بدعم واضح من قيادات الاتحاد المهني للمعلمين. كما يمثل اتحادنا في عدد من المدارس الأعضاء في "شراكة مدارس لوس أنجلوس" PLAS التي كثيراً ما وصفها عمدة المدينة بعبارة "شراكة مدارسي". والحقيقة أن ما حواه خطابه الأخير، يشير إلى نقص واضح في معرفته بمجموعة الإصلاحات التقدمية التي شارك اتحاد "يونايتد تيتشرز" في تحقيقها داخل مدارس مدينته. وبصفتنا المهنية القيادية، فنحن نمثل جزءاً من قيادة "يونايتد تيتشرز" التي ينتقدها العمدة. ومثل غيرنا من الغالبية الساحقة بتلك القيادة، فنحن مع أطفال المدينة يومياً، بينما لا يكلف العمدة نفسه إلا بالكاد محاولة الوصول إلى المدارس التي نعمل فيها. وبينما نقف دفاعاً عن حقوق زملائنا المهنيين بصفتهم عاملين وتربويين، نواصل العمل مع المعلمين والآباء والمجتمعات المحلية من أجل الارتقاء بمستوى الأداء التربوي التعليمي لمدارس لوس أنجلوس. وفي المدارس التي نعمل فيها، نشهد نماذج إيجابية جداً لحركة إصلاح النظام التعليمي على المستوى الشعبي القاعدي. وفي الوقت الذي يعمل فيه الساسة على خفض الميزانيات المخصصة للتعليم، وذلك بإجراءات فصل زملائنا المعلمين، وزيادة عدد الطلاب في الفصول، إضافة إلى التهديدات المستمرة باستحواذ مدارس من خارج المدينة على مدارسنا، في ذات الوقت الذي يلقون فيه باللوم كله على "يونايتد تيتشرز"... يواصل المعلمون القيام بعملهم اليومي الشاق الهادف إلى الارتقاء بمستوى نظام التعليم العام في المدينة، متمتعين في ذلك بالدعم الكامل من "تيتشرز يونايتد". ففي "جومبرس مديل سكول" على سبيل المثال، وقع اختيار معظم معلمي اللغة الإنجليزية على استخدام مقرر دراسي يقوم على ورش مستمرة للكتابة والقراءة، تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم في المجالين ضمن المستوى الدراسي الذي يناسبهم، فضلاً عن مساهمته في تطوير قدراتهم في مجالي القراءة والكتابة معاً. وكانت النتيجة تحسن ملحوظ في مستوى الطلاب المتأخرين نوعاً ما في مهارات القراءة بالذات. كما أنفقت المدرسة آلاف الدولارات في إنشاء مكتبات الفصول الدراسية للطلاب الذين لا تتوفر لهم كتب ذات قيمة نوعية تعينهم على تعليمهم خارج نطاق المدرسة. أما في "مركز مينديز التعليمي" فقد طور معلمو اللغة الإنجليزية معاييرهم الخاصة بهم لتقييم مستوى أداء الطلاب في مهارات الكتابة، إضافة لاتفاقهم على هدف مشترك يتمثل في الارتقاء بمستوى عدد أكبر من الطلاب إلى حرفية الكتابة بنهاية العام الحالي. وفي أكاديمية روزفلت الثانوية العليا للبيئة والسياسات الاجتماعية، تمكن المعلمون من تصميم ليلة للمعارض يقدم فيها الطلاب مشاريعهم التي تتناول مشاكل العالم الواقعي الحقيقي لجمهور الآباء وأعضاء المجتمع المحلي المحيط بالمدرسة. وفي هذا العام تنظم المدرسة معرضاً تدريبياً لتمكين الطلاب المتقدمين من المشاركة في القضايا التي تهم مجتمعهم المحيط. وكذلك حدثت إصلاحات كبيرة في مدرسة روزفلت للقانون وشؤون الحكم. فهناك تمكن الأساتذة من تطوير مساق مهني من خلال برامج وأنشطة معينة مثل "محاكم المراهقين" و"المحكمة المتخيلة" والزيارات الميدانية للمحاكم، والمحاضرات التي يلقيها الضيوف الزائرون، فضلاً عن المقررات التي يتولى فيها التدريس أساتذة من المجتمع المحلي. كما نظمت المدرسة مؤخراً سلسلة ورش أكاديمية تمتد لستة أسابيع، شملت نظام التقييم الأكاديمي والدرجات الأكاديمية التي يحصل عليها الطلاب، ومتطلبات الالتحاق بالكلية، وغيرها من البرامج التي تهيئ طلاب الثانويات للدراسة الجامعية. وبالإضافة إلى مساهمة المدرسة في دعم وتطوير مهارات القراءة المستقلة لدى الطلاب، فقد أسهمت كذلك في تحسين مستوى التواصل بين الآباء والطلاب. ولا تنحصر هذه المبادرات الهادفة لإصلاح النظام التعليمي في المدينة على "شراكة مدارس لوس أنجلوس" وحدها، بل تشمل عشرات المبادرات التي تقوم بها مدارس وأكاديميات عديدة في مختلف أنحاء المدينة. وتأتي انتقادات عمدة المدينة لـ"يونايتد تيتشرز" في وقت يدفع فيه الاتحاد بمبادرات إصلاحية تعليمية أوسع نطاقاً. وتشمل هذه المبادرات تحقيق الاستقرار المطلوب في المدارس التي يواجه فيها المعلمون صعوبات كبيرة في تدريس الطلاب، إضافة إلى تبني الاتحاد لخطط تفصيلية تتصل بالتحقق من تقييم المعلمين بغية تحسين مستوى الأداء التدريسي، ودعم الإصلاحات الجديدة لنظام الإدارة المدرسية. وفي الوقت ذاته يواصل "يونايتد تيتشرز" جهوده الهادفة لإصلاح التعليم المدرسي من خلال دوره في طاولة المساومات مع مسؤولي التعليم بالمدينة. فقد دعوْنا "اتحاد معلمي لوس أنجلوس" لمنع فصل المعلمين من وظائفهم، وزيادة عدد الطلاب في الفصول الدراسية، وذلك بمحاربة البيروقراطية الإدارية التي طالما خنقت الإصلاحات وعرقلتها. وفي شهر نوفمبر من العام المنصرم دعوْنا السلطات إلى وقف فصل ألف من الموظفين التعليميين. لكن قرر عمدة المدينة وحلفاؤه السياسيون المضي قدماً في تنفيذ خطة فصل الموظفين، بدلاً من تبني الاقتراح الذي قدمناه لهم باستغلال أرصدة المساعدة التعليمية الفيدرالية المتوفرة لديهم أصلاً. وعلى أية حال، فلا خيار أمام "تيتشرز يونايتد" سوى مواصلة جهوده الإصلاحية التعليمية. غير أن مثل هذه الانتقادات التي يوجهها العمدة وغيره من الساسة لاتحادات المعلمين المهنية، تذكرنا بمدى حاجتنا اليوم إلى اتحاد مهني أقوى لحماية حقوقنا ودعم جهود الإصلاح المحلية الصادقة الهادفة إلى تحسين أداء مدارسنا العامة. كيرتي بارانوال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أستاذة وعضو قيادي في اتحاد "يونايتد تيتشرز" جيليان روسون ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أستاذة وعضو قيادي في اتحاد "يونايتد تيتشرز" -------------------------------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم. تي. سي. إنترناشيونال"