طفل فلسطيني من غزة لم يجد لعبة يلهو بها، ولم تتوفر في فناء منزله حديقة يجري فيها مع أقرانه... المتاح لديه بقايا سلك شائك، أو سور متهاوٍ. الطفل يعيش في منزل مؤقت في إحدى أفقر مناطق القطاع. لوحة تنطق بؤساً، فهي لم تتضمن جدراناً أو أمتعة، أو حتى حطاماً... ومن الواضح أن القطاع لا يزال يئن جراء العدوان الذي طاله قبل عامين، وجراء الحصار الذي يضيق الخناق حتى على الأطفال في دورهم. غزة لا تزال أسيرة، فالسلك الشائك الذي يتلمسه الطفل، أشبه بالحصار الإسرائيلي، أما العمود الحديدي المتهالك فيشي بآثار العدوان، فربما كان موطئ قدم الطفل ساحة للقصف وهدفاً للغارات وإحداثياً للصواريخ الإسرائيلية. طفولة مشردة إذن، وحصار يشوه مخيلة الصغار، فلم يترك لهم إلا العبث بالأسلاك الشائكة. مساكين هم أطفال غزة، فرغم نعومة أظافرهم، لم ترحمهم السياسة، ولم يفلتوا من بطش الاحتلال...