تمثل الأزمة الحالية في ساحل العاج، اختباراً آخر للدول الكبرى فيما يتعلق بمواقفها من الديمقراطية في العالم النامي. فبالموقفين الفرنسي والأميركي المؤيدين لفوز واتارا والرافضين لإعلان غباغبو نفسه رئيساً لولاية ثانية، تكون الدولتان قد انسجمتا مع إعلان الثورة الفرنسية ونقاط ويلسون الشهيرة، وهما وثيقتان أكدتا على أولوية الإرادة العامة وعلى حق الشعوب في اختيار ممثليها. ومن شأن هذا الموقف أن يعيد المصداقية للخطاب الغربي حول الديمقراطية في العالم النامي، وأن يكرس التطابق المطلوب بين الممارسة الفعلية خارجياً والمواثيق الكبرى الداخلية. حمدي عياد -تونس