لقادة القارة السمراء مذاهب وشؤون في طرق الوصول إلى السلطة، أو التشبث بها، من خلال تزوير الانتخابات، أو تدبير الانقلابات، أو تزوير الانقلابات لتصفية الخصوم، وأخيراً ظهر آخر مفردات العنقود في ساحل العاج تحديداً على يد رئيسها المنصرف -الممتنع عن الانصراف- "لوران باغبو"، حيث ابتدع طريقة جديدة اختار لها من الأسماء: "تدبير الانقلابات على الانتخابات"! فقد أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية العاجية الأخيرة فوز الرئيس المنتخب "الحسن واتارا" واعترف به المجتمع الدولي كله، بما فيه الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، ولكن "باغبو" ما زال يرفض الاعتراف به، ويعتبر نفسه رئيساً، في حين يحاصر فندق "الجولف" بالعاصمة أبيدجان حيث يوجد الرئيس الشرعي المنتخب، تحت حماية القوات الدولية، التي نرى هنا مهندسين عسكريين باكستانيين عاملين في صفوفها وهم يضعون سياجاً شائكاً حول منطقة خضراء بفناء الفندق المحاصر، بهدف تحويلها إلى مهبط للطائرات العمودية الأممية، التي تحمل إمدادات الماء والغذاء للرئيس الشرعي المحاصر، ومعاونيه. وما زالت معركة الإرادات مستمرة، بين المجتمع الدولي كله ورجال قبعاته الزرقاء وشرعيته الأخلاقية والديمقراطية من جهة، والمرشح الخاسر "باغبو" وميليشياته الخاصة من جهة أخرى. فمن يكسب الرهان، في النهاية؟!