كشف مقال د. أحمد جميل عزم: "كأس الديمقراطية الفارغ" بعض تناقضات سياسة الترويج للديمقراطية التي تدعي الدول الكبرى أحياناً أنها تتبناها، في حين أن ما تتبناه في الواقع هو مصالحها، وحيثما وجدت تلك المصالح تتجه بوصلة اهتمامها في النهاية. والحقيقة أن أجندة ترويج، أو حتى فرض، الديمقراطية التي رفعت إدارة بوش لواءها، وأطلقت في سياقها الكثير من الخطابة الممجوجة، كانت من البداية مشروعاً فاشلاً، وعديم القيمة، لأنه بني على مبدأ خاطئ منافٍ من حيث الأساس لأبسط أبجديات الديمقراطية نفسها، وأعني مبدأ التدخل في شؤون البلدان والشعوب الأخرى. ومع أن الديمقراطية نظام سياسي ذو إيجابيات كثيرة، وسلبيات كثيرة أيضاً، إلا أنه لا يمكن أن يأتي بإملاء خارجي، ولا وفق عملية من عمليات الإيراد والتصدير، والشحن والتعليب والتسليم، من الباب إلى الباب. فمثل هذا التصور الساذج لإمكانية تصدير الديمقراطية ليس أكثر من وهم يسيء للديمقراطية نفسها. ولذلك فشل مشروع بوش بامتياز، وانتهى من حيث بدأ، بل إنه قد يكون أسهم في تشويه صورة الديمقراطية أمام شعوب دول المنطقتين العربية والإسلامية. بوعلام الأخضر - باريس