طاقم جديد في البيت الأبيض...وسياسة "عدم التدخل" تجاه السودان سياسة أوباما تجاه السودان، واستياء واشنطن من الحكومة الباكستانية، والإرهاب والعنف يطالا مسيحيي الشرق الأوسط، وأوباما يجدد طاقم العمل في البيت الأبيض...موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. ما بعد الاستفتاء خصصت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي لرصد المشهد السوداني، فتحت عنوان "ما بعد التصويت على الانفصال...أوباما لا يجب أن يأخذ استراحة"، استنتجت الصحيفة أن الرئيس الأميركي لا يتحمل أن تعود الحرب مرة أخرى إلى السودان. منذ حقبة ريجان، نجد أن كل رئيس أميركي يرسل قوات بلاده إلى منطقة نزاعات جديدة وذلك باستثناء أوباما، والآن يحاول هذا الأخير ألا يتدخل في المسألة السودانية، خاصة وأن هذا العام قد يشهد انفصال السودان إلى بلدين واحد في الشمال والآخر في الجنوب. استفتاء يوم غد (التاسع من يناير) سيسفر على الأرجح عن انفصال السودان، إلى شطرين: أحدهما عربي إسلامي في الشمال والآخر أفريقي (أسود) مسيحي في الجنوب. وإذا تم هذا "الطلاق"، وفق ما هو مخطط له، فإنه قد يضع نهاية لصراع أسفر خلال السنوات الماضية عن مقتل مليوني نسمة. مهمة الانفصال السلمي في السودان لم تنته بعد، ولا تزال بعيدة عن النهاية، لكنها تظل اختباراً لمحاولة أوباما عدم نشر قواته في أماكن نزاع جديدة. وزيرة الخارجية الأميركية وصفت السودان بأنه "قنبلة موقوتة"، ومدير الأمن القومي السابق "دينس بلير" توقع أن تحدث خلال السنوات الخمس المقبلة عمليات قتل جماعي، وربما مذابح في جنوب السودان. الصحيفة تلفت الانتباه إلى أن كلا الطرفين في الشمال والجنوب، لديهما حوافز تدفعهما نحو تمرير الانفصال، فكلاهما يعتمدان على عوائد النفط، ولدى كل واحد منها أعداء في الداخل، تمنع انخراطهما في قتال بعضهما بعضا. ولا يزال ثمة حاجة إلى قبضة أميركية قوية خلال العام الجاري للتأكد من أن "الشمال" و"الجنوب" سيتفاوضان على مرحلة ما بعد الاستفتاء، خاصة حول ما يتعلق بترسيم الحدود والنفط والديون الخارجية ووضعية اللاجئين ومستقبل منطقة "أبيي" الغنية بالنفط، والتي تعد موطناً لقبائل يدعم "الشمال" بعضها، ويدعم "الجنوب" بعضها الآخر. وتحذر الصحيفة من أنه إذا كان هناك من يلعب بالنار، فإن الأمر يتطلب تدخلاً أميركياً، ومن الواضح أن التطورات السودانية قد شدت انتباه أسماء كبيرة في الولايات المتحدة من بينها: الممثل جورج كلوني، والمغنية "إليسا كاي"، وبعض نشطاء المنظمات المسيحية. إحباط تجاه زرداري تحت عنوان "وفاة ليبرالي باكستاني"، نشرت "واشنطن بوست" يوم الخميس الماضي افتتاحية، رأت خلالها أن حكومة زرداري التي يترأسها حزب "الشعب" فشلت في إدارة اقتصاد البلاد، وتباطئت العام الماضي في الاستجابة لكارثة الفيضانات، وغير قادرة على ملاحقة عناصر "طالبان" وتلبية المطلب الأميركي في هذا الخصوص، والمتكرر منذ سنوات. هذه الحكومة فقدت أغلبيتها داخل البرلمان، وفقدت دعم صندوق النقد الدولي، وربما تمر بمرحلة تجعل من الصعب إنقاذها. لكن اغتيال حاكم إقليم البنجاب، وأحد أكبر حلفاء زرداري، يوم الأربعاء الماضي، جاء بمثابة تذكير بأن باكستان منخرطة في "حرب أهلية" بين المعتدلين الديمقراطيين والمتطرفين الإسلاميين، وأن الحكومة الحالية، هي أكثر القوى ليبرالية في البلاد. تيسير كان مدافعاً عن القيم العلمانية، وتبنى حملة لإصلاح قانون "التجديف"، وبعض القوانين التي تستخدم في مقاضاة المسيحيين والأقليات الأخرى. وعلى الرغم من أن آلافاً حضروا جنازة "تيسير"، فإن تحالفاً واسعاً من رجال الدين، أصدر بياناً يمتدح فيه مرتكب جريمة الاغتيال، ويحذر من إبداء الحزن على المغدور، لأن من يفعل ذلك يعتبر معادياً للمسلمين. وزرداري لم يفعل شيئاً يتعلق بقانون مناهضة التطاول على المقدسات، ناهيك عن أنه لم يحضر جنازة "تيسير" لأسباب أمنية. وترى الصحيفة أن ثمة العديد من الأسباب التي تدفع باتجاه الشعور بالإحباط تجاه زرداري، سواء لدى الباكستانيين أو لدى حلفائه الأجانب. على سبيل المثال، قدمت إدارة أوباما دعماً سخياً بمليارات الدولارات ولمجالات مدنية وعسكرية باكستانية، لكن المعونات المدنية تباطئت بسبب البيروقراطية، كما أن صندوق النقد طلب من الحكومة زيادة الضرائب، ما ساهم في انهيار التحالفات البرلمانية الحكومية. وتشير الصحيفة إلى أن حكومة زرداري، في حاجة إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية، ورعاية التنمية في المناطق التي تعد بيئة لتفريخ المتطرفين ودفع الجيش لملاحقة "طالبان". لكن من الآن فصاعداً ستكون أولوية الحكومة الباكستانية هي الحفاظ على بقائها. وعن باكستان أيضاً، وتحت عنوان "مقتل رجل شجاع"، خصصت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي للتعليق على مقتل حاكم البنجاب، قائلة : الباكستانيون وحدهم هم القادرون على إنقاذ بلدهم، لكن يجب عليهم الإجابة على تساؤلات أكثر عمقاً من بينها: هل يمكن أن يتعايش المسلمون والمسيحيون بسلام في بلدهم؟ وأي تعصب ديني هذا الذي يجعل من يتبنى أكثر التفسيرات الإسلامية بعداً عن التسامح ليقتل شخصاً شجاعاً دافع عن أمر لا يدافع عنه أحد؟ هذا ما تراه الصحيفة "تجديفاً حقيقياً" أو عدم احترام للمقدسات. "تحت الحصار" بهذه العبارة، عنونت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن مسيحيي العراق ومصر، باتوا تحت الحصار، فخلال العام الماضي، قُتل وجُرح المئات منهم، في هجمات متفرقة، والعنف في البلدين يُعمق التوترات السياسية والطائفية. الحادث الأخير الذي وقع في الإسكندرية، ليلة رأس السنة، أودى بحياة 24 شخصاً وجرح على إثره قرابة 100 شخص، وشهدت الأيام الثلاثة التي تلت الحادث استياء من الأقباط ظهر في صورة احتجاجات طالب خلالها المسيحيون الحكومة بحمايتهم. مصر وجهت اللوم لعناصر خارجية تسعى لتأجيج العنف بين المسلمين والمسيحيين. والرئيس مبارك سرعان ما وجه أصبع الاتهام للخارج، ومع ذلك هناك من يرى إمكانية ضلوع عناصر محلية في الحادث. والسلطات المصرية يهمها إيجاد المتورطين ومقاضاتهم. على صعيد آخر، هرب آلاف المسيحيين من العراق منذ الحصار الذي فرض في أكتوبر الماضي على كنيسة ببغداد، التي أودت بحياة قسيسين و51 من رواد الكنيسة، كما تعرض المسيحيون في العراق لسلسلة من التفجيرات والاغتيالات، التي أعلنت "دولة العراق الإسلامية"- وهي فرع لتنظيم "القاعدة"، مسؤوليته عن مهاجمة الكنيسة، وهدد بعمليات مماثلة في المستقبل. القادة العراقيون – بما فيهم المالكي- تعهدوا بتشديد الإجراءات الأمنية، وبتشجيع التسامح تجاه الأقليات الدينية. وترى الصحيفة أن على هؤلاء الساسة ضمان ضبط الجناة ومقاضاتهم، وتضيف أن هجمات المتطرفين يجب ألا تكون عذراً لفرض مزيد من السلطوية. كوادر كلينتون في تقريره المنشور بـ"لوس أنجلوس تايمز" يوم أمس، وتحت عنوان أوباما يختار عناصر كانت تعمل سابقاً في إدارة كلينتون في خطوة تعكس اتجاهاً نحو الوسط"، أشار "بيتر نيكولاس" إلى أن أوباما عين "ويليام دالي" في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، واختار "جين سبيرلنج" ليكون كبير مستشاريه الاقتصاديين خلال الفترة المتبقية في ولايته الأولى، وقبيل الاستعداد لانتخابات 2012. أوباما يعيد تشكيل فريقه في البيت الأبيض، مانحاً وظيفتين كبيرتين لشخصيات عملت مع إدارة كلينتون، فويليام دالي كان وزيراً للتجارة في تلك الإدارة، وكان قد حذر من أن المغامرة بأجندة ليبرالية قد يتسبب في خسارة شريحة كبيرة من أصوات الناخبين المعتدلين. أما "جين سبرلينج" فهو لا يزال مستشاراً لوزير الخزانة، وسيترك منصبه لشغل وظيفة، كان قد عمل فيها مع إدارة كلينتون وتحديداً خلال الفترة من 1997 إلى 2001. إعداد: طه حسيب