في مقاله الأخير، "العقل الإرهابي بين الأصولية والتطرف"، اعتبر السيد يسين أن ما سماه "العقل الإرهابي" هو الابن الشرعي بل النتيجة التلقائية والحتمية لما سماه العقل التقليدي. وبالتمعن في خصائص العقل التقليدي كما حددها، نلاحظ أن المقصود بالأساس هو العقل العربي والإسلامي نفسه تقريباً، باعتباره عقلا دينياً يستند إلى الرؤية الدينية للكون وفي تحديد الواجب الأخلاقي وأصول المعاملات. لكن نقطة الضعف في هذه الطروحة الاتهامية ضد الثقافة العربية، هي أن العقل التقليدي ليس وليد اليوم، بل هو جماع الثقافة التي حكمت الوعي والواقع العربيين منذ قرون طويلة، ومع ذلك لم تكن هناك تفجيرات انتحارية ولا عمليات إرهابية، ولم يكن ثمة "عقل إرهابي" يتولد تلقائياً عن ذلك العقل التقليدي! لنبحث إذن عن أسباب أخرى لوجود العقل الإرهابي، وأعتقد أن جزءاً كبيراً منها سيكون في الواقع وليس في العقول فقط. جمال عمرو -الأردن