يبدو أننا بالفعل أصبحنا في "زمن الانفصال العربي"، كما قال الدكتور وحيد عبد المجيد في مقال وضع له ذلك العنوان يوم الخميس الماضي. فقد دخل العرب بحر القرن الماضي بمشاريع وحدوية طموحة وجامحة إلى مستوى الحلم الرومانسي، ورأى أصحابها في "الدولة القطرية" أخطر حالة تجزيئية، بل مؤامرة مكشوفة على الوحدة العربية... لكن شيئاً من حلم الوحدة العربية لم يتحقق، بل ها هم العرب اليوم يجاهدون من أجل الحفاظ على بقاء الدولة القطرية لمنعها من الانهيار والتفكك اللذين باتا يهددانها في كثير من البلاد العربية. وإني أتفق مع الكاتب في نقده للطروحات القومية الوحدوية، لاسيما طوباويتها المفرطة وتعويلها غير المحدود على الميكانيزمات الذاتية والتلقائية للوحدة، وإيمانها الدوغمائي بحتمية الوحدة كأمر بديهي ومفروغ منه. وقد جاء تشخيصه للحالة الطائفية وأسباب الاحتقانات التي تطبع الحياة العامة في أغلب الدول العربية حالياً، تشخيصاً موضوعياً ومعبراً عن حقيقة الواقع إلى حد كبير. وليس على المرأ وهو يرقب استفتاء الانفصال في جنوب السودان هذه الأيام، ويراقب تصريحات القادة الكرد العراقيين، ويتابع حالة الانفصال الذي أصبح أمراً واقعاً بين الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين... إلا أن يتحسر على حلم الوحدة العربية الكبرى من الخليج إلى المحيط! أحمد فالح -أبوظبي