كل عام وأنتم بخير وإلى أهدافكم أقرب. قد يستغرب البعض من أن هذه التهنئة جاءت متأخرة، فقد مضت أيام على دخول العام الميلادي الجديد. لكن لهذا التأخير حكمة ملخصها أن هذه السنة ستكون كغيرها إنْ لم نفعل شيئاً جديداً في حياتنا. وقد تأخرت هذه الفترة من الشهر الأول كي تكون فترة مناسبة لاختبار ذواتنا، هل نحن مستعدون للتغيير، أم أننا من هواة التغيير الذين لا يفعلون شيئاً؟ العربي قديما قال: وما كل هاو للجميل بفاعل ولا كل فعال له بمتمم وبهذا ينقسم الناس تجاه فعل الجديد إلى أقسام، أولهم من يقول: لمَ نتغير ونبحث عن الجديد... نحن حققنا الكثير، وهؤلاء مساكين لأنهم اعتقدوا أن ما تم إنجازه لن يصل إليه أحد غيرهم. وفي الحقيقة أن الإنسان إن لم يبحث عن الجديد ويغير في حياته، فإنه سيتأخر عن الركب، وهذه القاعدة تصدق على الأفراد والأمم والدول، فكل من يعتقد أنه فعل المطلوب وليس مطلوب منه أن يفعل غير ذلك فهو في عداد المتأخرين. الصنف الثاني من الناس، هم من يحلمون بالتغيير، ويطمحون إليه لكنهم لن يفعلوا أمراً جديداً في حياتهم كي يحققوا ما يحلمون به. دعوني أسوق لكم مثلا الموظف الذي يعلم أن ترقيته مرتبطة بحصوله على الماجستير لكنه لم يسجل حتى الآن في جامعة للدراسة، فهو يحلم بالتغيير، لكنه لم يسع إليه. الصنف الثالث من الناس يشمل من يريدون التغيير ويبدؤون الخطوات الأولى له، لكنهم في منتصف الطرق يستسلمون لليأس والتعب أوالكسل وأفضل مثال على ذلك من قرر أن يخفض بعض الكتل الشحمية المتراكمة على جسده، لأنه قد أحس بمشكلته، وأصبحت أمراض الكوليسترول والقلب تطارده في كل مكان، وبدأت ركبته في إصدار نغمات الحزن عليه ، صاحبنا هذا قرر أن يبدأ حمية للطعام ورياضة يومية هي المشي لساعة في الليل. لكنه وبعد أسبوع من البداية، قرر النهاية وانزلق إلى هاوية الفشل... هؤلاء هم المنقطعون عن الأعمال الجديدة التي قرروها في بداية العام الجديد. الصنف الذي أتمنى أن نكون كلنا منه، هم المتممون الناجحون هؤلاء وضعوا لأنفسهم أهدافاً في بداية العام الجديد، وحولوا هذه الأهداف إلى خطط وبرامج، وها هي خططهم وبرامجهم ترى النور بعدما قاموا بتطبيقها عملياً في حياتهم، ومع نهاية هذا العام الميلادي سنزف لهم أحلى التهاني، لأنهم فعلوا أمراً جديداً وحسناً في حياتهم، أنهم الناجحون الذين خططوا للنجاح واجتهدوا من أجله. البعض قد يقول نحن نحاول في كل عام أن نكون أفضل من العام الماضي، لكن الظروف نفسها تتكرر، والمشاكل تتعقد، لذلك لا تتحقق أمنياتنا. هؤلاء أقول لهم: لا بد من تجريب أمر جديد، فإن فشلت خططكم القديمة لا تكرروها هذا العام اعتقاداً منكم بأنها وبالرغم من فشلها السنة الماضية ستنجح هذا العام. القول الذي تؤكده الدراسات هو أفعل أمراً جديداً إن فشلت المحاولات القديمة التي قمت بها... وكل عام أنتم إلى أهدافكم أقرب.